ما يحدث الآن من فوضى عارمة وقطع للطرق واعتصام غير إنسانى فى رابعة، جعل حياة سكان المنطقة جحيما مستمرا مع عمليات إرهابية قذرة فى سيناء، وكل هذا من أجل عودة - لن تتم بإذن الله - لمرسى، مع عدم التصدى الحازم لهؤلاء - إلا فى سيناء.
يصدّر حالة من التوتر وعدم الأمان لجموع الشعب العظيم الذى خرج فى ٣٠ يونيو وانتصر، والآن يرى أن ثمار انتصاره فى مهب الريح.. لماذا؟ لأن الوزارة التى اعتقد أن تشكيلها لن يأخذ وقتاً أخذ أكثر من اللزوم فى مباحثات ومفاوضات ومحاولات ترضية لحزب النور، الذى لا اشترك فى ٢٥ ولا ٣٠، واعتقد الشعب الذى نزل لاستكمال ثورته أنه لا وقت لهذا العبث بمقدراته، ولكن كان ما كان، ثم اعتقد ثانيةً أن الحكومة الجديدة سوف تكون ناجزة فى تطبيق القانون على من يقطع الطرق ويهدد أمن الناس، فلم يجد إلا مزيدا من الطبطبة المريبة.. الأيام تمر ونحن محلك سر، ومن المفترض أن عمر تلك الحكومة لن يتعدى ٦ شهور، فإذا كان هذا هو الإيقاع الذى تسير عليه، فإنها- للأسف- لن تنجز شيئا. والسؤال الذى يطرح نفسه: «ماذا سوف يكون عليه الحال وقتها؟»، أقول لكم أيها السادة فى الحكومة.. سوف ينقلب الناس عليكم، فزيد ليس بأفضل من عبيد، أى أن ساعتها سوف تتساوون فى الفشل مع الحكومة التى ثار الناس عليها، وهكذا ندور فى نفس الدائرة المغلقة... إذاً ما الحل؟! الحل هو تفعيل القانون وفوراً على كل من يخرج عليه، ولتذهب المواءمات للجحيم ومعها أمريكا وتركيا وكل من يضغط علينا من أجل مصلحته.
ومادام الشعب معكم فلا خوف، والحل أيضا أيها السادة أن تقرأوا التاريخ وتتعلموا منه، اقرأوا ماذا فعل ناصر بعد الثورة مباشرة.. قامت الثورة فى يوليو فأعقبها مباشرة بقوانين الإصلاح الزراعى، ركن الأساس فى العدالة الاجتماعية، هدف كل ثورة، لا نريد خروجا على القانون، لكن أيضا لا نريد طبطبة على إرهابيين وقتلة.. المطلوب الآن وبسرعة أن تكون تلك السنة هى سنة العدالة الاجتماعية للبسطاء من أهلنا، يجب أن يشعر هؤلاء بقيمة ما فعلوا، وأن يجنوا بعضاً من ثماره، فالعار كل العار أن يظل هؤلاء هم وقود كل المعارك التى يموتون فيها ويجنى ثمارها آخرون.. انتبهوا أيها السادة، فالفرصة تهرب من بين أيديكم فى مصالحة أهلنا البسطاء الذين تحملوا فوق طاقة البشر، وآن الأوان لرد الجميل لهم.. الناس تريد عدالة ناجزة واستقراراً، هى جديرة به كى تعمل وتنتج ولن يحدث أى تقدم فى أى مجال إلا بالاستقرار الذى لا يريده أعداء هذا الوطن داخليا وخارجيا.. لقد بدأ العد التنازلى لحكومتكم الموقرة، وإذا لم تدركوا اللحظة الفارقة وتعرفوا أن الكى بالنار هو إحدى طرق العلاج فسوف تذهبون مثلما جئتم غير مأسوف عليكم، استقبلناكم بالأمل، وأرجو ألا نودعكم باليأس والإحباط.. الشعب لا يرحم وقد بدأ فى العد التنازلى.