العنوان أعلاه من صفحة «الحرية لحسن مالك.. رجل تفخر به أمته»، دشنتها أسرته عندما كان يحاكم بتهمة غسيل الأموال أمام المحاكمة العسكرية (2007)، فعلا هذا الرجل لا يعيش إلا أميرا أو أسيرا، حسنا مضى عهد الإمارة، إمارة مرسى الذى كان يثق فى مالك والشاطر كثيرا، جعله على خزائن مصر، جمعية حسن مالك «ابدأ» بلغت شأنا، تخيلوا كانت تناقش البرنامج النووى المصرى.
كانت البوسة من إيديه رطل، إيديه سخية الرطل بدو رطل ووقية، كان يملك، يقصى ويبعد، يبيع ويشترى، ترك الحكم لمرسى، وتفرغ هو للبيزنس، صار تاجر الـ«منيفاتورة» بيزنس مان يشار إليه بالبنان، ويستقبله أردوجان، ويرتدى النظارات الريبان، الوجيه الأمثل حسن أفندى مالك الشهير بـ«أبومعاذ».
فعلا هذا الرجل لا يعيش إلا أميرا أو أسيرا، جاء وقت الحساب، يغرد العقيد عمر عفيفى متسائلا: «مش غريبة برضه.. هوه فين حسن مالك يا جدعان؟ فص ملح وداب، ولا حس ولا خبر من ٣٠ يونيو، يا ترى فى مصر ولا شرخ؟ يا ترى محبوس ولا مش محبوس؟ يا ترى بيمول رابعة ولا مبيمولش؟ حد ينورنا بس ولا أتكلم أنا؟».
لم يتكلم عفيفى حتى ساعته وتاريخه، أين اختفى الملياردير الإخوانى الشهير؟ ولماذا خلا قرار التحفظ على أموال خيرت الشاطر و13 آخرين من قيادات الجماعة والموالين من اسم حسن مالك، معلوم مالك شريك الشاطر، وعادة ما يجمعهما كلابش واحد، راجع صورهما فى المحاكمات من أول «سلسبيل» وحتى غسيل الأموال، إذا كان الشاطر رجل التنظيم فمالك محفظة التنظيم.
عجبا، القرار التحفظى، تغافل كلية عن مالك الشهير بـ«أبومعاذ»، ولعل الأخير هو الأخطر حاليا فى ظل حرية الحركة التى يتمتع بها خارجيا، واتصالاته بأردوجان شخصيا، يحرض الوالى العثمانى على القاهرة، وداخليا هو الممول الفعلى لكل أنشطة الإخوان المناهضة للقيادة الجديدة. معلوم هذا الرجل ممول لكل أنشطة الإخوان الخيرية وغير الخيرية، حتى حفلات الفطور أيام النظام المباركى فى «سيتى ستارز» كان يمولها، مالك يقينا شريك خيرت الشاطر، ليس فى تجارته ومشروعاته وملياراته، بل فى كل مصيبة حلت بمصر، الممول الرئيسى للمصايب، وليس أكبر من مصيبة خطف مصر لمدة 8 أشهر كاملة.
لابد أن يتنبه النائب العام لخطورة بقاء هذا الأخطبوط خارج قرار التحفظ المالى، طالما هو خارج التحفظ، فحرق البلد من رابعة مستمر، بقاء حسن مالك طليقا، بأمواله وأعوانه، خطر داهم لو تعلمون.
يفكرك حسن مالك بأحمد عز فى عزه، بشركاته وأعوانه وشركائه وأمواله ورجاله، إمبراطورية مترامية الأطراف، والتشبيه بأحمد عز منسوبا لنادر بكار، من بدرى وقبل ثورة 30 يونيو بسنة قال فى حسن مالك جملة مأثورة: «أحترم حسن مالك وأقدره، لكن من المفترض ألا يتم إعطاؤه نفوذ أحمد عز، ولا يصلح أن يقوم بهذا الدور، ولابد من إبعاد المال عن نفوذ السياسة، وأن يكون هناك تعامل بمبدأ تكافؤ الفرص مع الجميع».
وإذا كان هناك شك فيما نقول ويزيد غيرنا من خطورة مالك، وخطورته طليقا فى الحالة الراهنة التى يدوى فيها الرصاص، وتسيل فيها الدماء، فليطلب النائب العام من وزير الداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ومدير المخابرات الحربية، وجهاز الأمن الوطنى، التحريات المتعلقة بنشاطات واتصالات، وتحركات، وسفريات حسن مالك خلال الـ8 أشهر الماضية، سترون عجبا، أما عن ثروته فحدث ولا حرج.