عندما تقرأ خبر على شاشة قناة «الجزيرة» ذات رائحة العِمالة الفوَّاحة مفاده أن أسرة العميل المعزول وجماعته بصدد رفع قضية على قائد الجيش المصرى بتهمة اختطاف العميل بتاعهم.. سوف يتبادر إلى ذهنك على الفور مشهد أى جاسوس مصرى من اللى اتمسكوا على مدار التاريخ وهو يُحاكم بتهم مثل الخيانة والعمالة والتخابر مع جهات خارجية ضد مصلحة الوطن وضد أمنها القومى بينما أنصاره ومؤيدى فعلته الشائنة يحتشدون فى الميادين ويقطعون الطرق ويحرضون على العنف ويقومون بتنفيذ أعمال إرهابية فى أماكن متفرقة من البلاد ويهددون بالتصعيد فى حال لم يتم الإفراج عن الجاسوس بتاعهم.. سوف يتبادر إلى ذهنك مشهد أسرته وهم يهددون وينددون ويهاجمون الجهات المسؤولة عن قفش ذلك العميل أثناء تخابره مع جماعات إرهابية دولية ضد مصلحة البلد وضد شعبها من منطلق أنه «مش كفاية بوَّظتوا العمليات التى كان يدبرها مع جهات خارجية لتبويظ البلد وجعلها مرتعاً للإرهاب الدولى.. وكمان عايزين تحاكموه يا ظلَمَة «؟!
مشهد عبثى طبعاً وفانتازى وكوميديا سوداء من العيار الثقيل.. إلا أنه ها هو يحدث بالفعل على مرأى ومسمع منا جميعاً.. فها نحن بصدد شخص رمى الأمن القومى للبلاد وراء ظهره وتعامل مع جهات خارجية ومنظمات إرهابية دولية مثل حماس وسمح لهم بالبرطعة فى طول البلاد وعرضها وساعدهم على حيازة بطاقات شخصية مصرية مضروبة للبرطعة براحتهم أكثر.. كما سمح للتمويل الخارجى المشبوه بالدخول إلى البلد لإستخدامه فى صنع تلك الصورة المزيفة وهذا العرض المسرحى الهزيل وذلك السيرك المنصوب فى رابعة.. كما استمعنا جميعاً إلى قيادات عصابته وهم يربطون بين عودته لممارسة العِمالة وتوقف الأعمال الإرهابية فى سيناء ويحرضون على مهاجمة المنشآت العسكرية.. كما رأينا جميعاً رجال عصابته وهم يستخدمون النساء كدروع بشرية فى مظاهراتهم وهو ما إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الخسة والندالة التى يتمتع بها هؤلاء.. يفعلوا كل هذا ثم يحدثونك بعد ذلك عن الأخلاق وعن الشرعية.. يتحدثون بمنتهى البجاحة والعين الجامدة والجلد التخين وبدون ذرة خجل أو كسوف من أفعالهم السودا التى انكشفت أمامنا جميعاً.. يقرر ابناء الشعب أنهم مغيبون وأن العيب على قياداتهم وليس على الأتباع الغلابة الذين يسلمون بطاقاتهم وعقولهم على مدخل الإعتصام.. فيتمادى هؤلاء أكثر فى تجرمتهم وبجاحتهم وتخليهم عن كل ما يمت للعقل أو لمفهوم الوطن بِصلة.. يقرر أبناء الشعب أنه على استعداد للتسامح مع الغلابة غير المتورطين فى أعمال قتل أو عنف أو إرهاب أو فساد وإفساد أو تلقى أموال مشبوهة لتمويل تلك العمليات الإرهابية والإعتصامات غير السلمية.. فيتمادى هؤلاء أكثر فى غيهم وغبائهم وإرهابهم وهمجيتهم.. يطالب البعض الجهات المسؤولة بفض تلك البؤرة الموبوءة فى رابعة والتى تدار من خلالها كل تلك العمليات الإرهابية فى سيناء وكل تلك المسيرات الممولة بشكل واضح يقول للوضوح بذات نفسه قوم وانا اقعد مطرحك.. فيرد المسؤولين بأنهم أولاً وأخيراً إخواتنا.. فيتمادى هؤلاء أكثر فى هبلهم وهطلهم واجرامهم ولا أخلاقيتهم ويقولونها علناً «مش حنسمح للبلد دى انها تتقدم وابقوا قابلونا لو سبنا المسؤولين يشتغلوا أو يحققوا أى نتيجة أو نجاح».. يقومون بإلقاء نسائهم فى أتون معارك الشوارع بالمنصورة ويعرضونهم للقتل ( الذى أكاد أجزم أن القتلة ليسوا ببعيدين عنهم أساساً لصنع حالة من التعاطف معهم ) فنحزن على من ماتوا لأنهم أولاً وأخيراً بشر.. ثم تموت ثُلة من عساكر الجيش فى حادث تصادم فيشمتون ويهللون ويفرحون ويقيمون الإحتفالات !
طب إيه؟!.. ونخرج من كل تلك الأحداث والوقائع والحقائق بإيه؟!.. بأننا بصدد تشكيل عصابى واضح جداً أنه غير موافق على التوقف عن ممارسة إجرامه وواضح أيضاً أنهم بالفعل جلدهم تخين كما قال عميلهم المعزول بذات نفسه من قبل على شاشة التليفزيون مؤكدأ ومصرحاً.. «إحنا جلدنا تخين».. طيب.. عصابة وجلدها تخين ومش حاسة أصلاً إنها عصابة.. نعمل معاها إيه؟!.. بسيطة.. نعمل اللى المفروض يتعمل مع أى عصابة.. وإلا.. ما نرجعش نشتكى بعد كده من إن البلد اتملت عصابات.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..