
من "حكاية حياة" الى "اسيا" مرورا بـ"نيران صديقة" وغيرها من المسلسلات تبدو الالفاظ الخارجة علامة بارزة في صياغة تلك الاعمال وكأن العناصر الدرامية لن تكتمل الا باكتمال سياق الحوار بشكل خارج أو جريء لايمكن تجاوزه او الالتفاف عليه .
ورداً على سؤال لـ"صدى البلد" حول من المسئول عن ظهور تلك الاعمال.. قال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية د. عبدالستار فتحي: "هناك حدود لعمل الرقابة وفقا للقانون والقانون لايفصل وفقا لموعد عرض المصنف سواء في رمضان أو غيره، والاعمال التي عرضت علينا حصلت على موافقات لانها لا تتعارض مع مواد القانون بل ان اغلب الالفاظ والمشاهد التي احتوتها جاءت في سياق الدراما".
واشار رئيس الرقابة الى ان هناك بعض الاعمال تم اجبار صناعها على وضع تنويه ان العمل يحتوي على مشاهد قد يراها البعض غير لائقة او ان العمل موجه للكبار فقط وذلك حرصا على ذوق المشاهد المصري وكان هناك تعاونا كبيرا من صناع تلك الاعمال في هذه النقطة .
واضاف : لابد من التفرقة بين رقابة التليفزيون التابعة لوزارة الاعلام وبين الرقابة على المصنفات الفنية التي تجيز اي مصنف فني للتداول، رقابة التليفزيون لها قواعدها التي تفرضها على الاعمال التي تعرضها على شاشات قنوات التليفزيون المصري وهذا يختلف عن طبيعة عملنا .
أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن ما يظهر فى دراما رمضان 2013 من تجاوزات ومشاهد جريئة والفاظ غير لائقة هو انعكاس طبيعي لارتفاع سقف الحرية في الشارع بشكل عام وفي الاعمال الفنية بشكل خاص، رافضة الربط بين الألفاظ التي يتم تداولها في عمل فني وبين اخلاق صناع العمل لان الاخلاق لاتقاس بهذه الطريقة بل بسلوك صاحبها .
وأضافت : "الفن يعكس الواقع ولقد اعجبتني الجملة التي تسبق عرض مسلسل جملة حارة بان الواقع اقسى من الخيال ويفرض مايدور في العمل من حوار ولهذا فهو موجه لفوق 18 سنة لانها تعبر بشكل عميق عن الحال الذي نعيشه كما انها تعكس رقي ووعي صناع العمل" .
واشارت خير الله الى ان الدراما تعيش مرحلة كسر التابوهات مثلما حدث في السينما منذ سنوات فأصبحنا نرى قضايا مثل زنا المحارم والخيانة الزوجية وغيرهما، ولكن المقياس هنا أن الدراما لا تقدم تلك النماذج السيئة للجمهور لكى يتخذها قدوة.
يرى الناقد رامى عبد الرازق أن الإيحاءات الجنسية التى تقدم فى دراما رمضان الحالى بعيدة عن أى ابتذال، موضحًا أن الكاتب الجيد يعالج تلك الأشياء بحرفية بعيدًا عن الابتذال، وأن هناك عددًا من المسلسلات الجيدة منها مسلسل "موجة حارة" لإياد نصار و"ذات" لنيللى كريم و"آسيا" لمنى زكى و"نيران صديقة" وهى أعمال لا تضم مشاهد مبتذلة.
بينما ترى الناقدة ماجدة موريس أن الأمر برمته هو مسألة فنية ليس لها علاقة بالحريات، مؤكدة أنه يجب أن تكون هناك رقابة فنية، موضحة أنها ضد التناول الفج لأى شىء وأن الأزمة في الأساس نابعة من غياب الضمير لدى صانع العمل والذي يرى من جملة "فوق 18 سنة" مخرجًا له كى يقدم أى شىء مبتذل تحت مسمى الحريات العامة وتحطيم التابوهات.
وقالت إن الجرأة لا تعني جرح الذوق العام للمشاهدين.