صادم أن تدفع ثلاث سيدات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين حياتهن ثمنا لمظاهرة فى مدينة المنصورة، ومؤسف أن يسقط كل يوم ضحايا فى سيناء، ثمنا لإرهاب الجماعات المتطرفة وبتحريض واضح من بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
صادم أن يدفع قادة الجماعة شبابهم للموت فى مواجهة شعب رفض أغلبه حكم الجماعة، ونزل بالملايين اعتراضا عليه، ومؤسف أن يحرض بعض قادة الجماعة علنا على جيش وطنهم فى سيناء، معتبرين «إخوانهم» الإرهابيين حلفاء يناضلون معهم من أجل عودة مرسى للحكم ولو على جثث الآلاف من أبناء هذا الشعب.
محزن ومؤلم أن يسقط العشرات أمام دار الحرس الجمهورى ولا نجد أحدا يحاسب من دفعوهم إلى هناك وأعطوهم سلاحا ليطلقوا النار على رجال الشرطة والجيش فى مشهد غير مسبوق فى أى مكان فى العالم، حين نجد مواطنين وليسوا أعداء يطلقون النار على منشأة عسكرية حتى لو كانت دارا وناديا اجتماعيا.
إن من يبرر العنف من قادة الإخوان ويحرض عليه يجب أن يوضع تحت طائلة القانون، ومن يدعو إلى إقصاء كل الإسلاميين ويحرض عليهم ويرغب فى أن يعيش فى بلد تفصيل على مقاسه يجب أن يرفض من قبل الشعب.
كيف يمكن أن نقبل موت ثلاث نساء فى المنصورة دون أن نعرف من القاتل، وكيف يمكن أن نقبل إلقاء شباب من أسطح المنازل فى الإسكندرية حتى لو عرفنا الجانى؟
إن كل من يستحل دماء المصريين، مهما كانت توجهاتهم وعقائدهم، هو مجرم فى حق وطنه ودينه، وإن كل من يحرض على العنف من خلف ميكروفونات رابعة العدوية من الإرهابيين المتقاعدين ومن رجال التطرف والتعصب الأعمى، الذى دعوا علنا أمام رئيس الجمهورية بسحق المتظاهرين يوم 30 يونيو واتهموهم بالكفر، هؤلاء مجرمون ويجب أن يحاسبوا أمام قاضيهم الطبيعى بالقانون.
لم يسأل أعضاء الجماعة أنفسهم لماذا حرق قطاع من الشعب المصرى مقارهم فى نهاية الأربعينيات، وعاد وفعلها فى 2013؟ ولماذا لم يستهدف المصريون مقار أى حزب آخر على مدار تاريخهم المعاصر إلا الإخوان، وحتى الحزب الوطنى فقد استهدفوا بشكل أساسى مقره الرئيسى بعد 35 عاما من بقائه فى السلطة، أما الجماعة فقد كرهها الناس فى عام، وهى لا ترى أن لديها مشكلة مع الشعب، إنما مع الجيش والفلول والمتآمرين.
ورغم إدانتنا الكاملة لهذه الاعتداءات فإنه يجب على الجماعة أن تسأل نفسها لماذا يقوم بعض المصريين بهذه الأفعال فى مواجهة الجماعة دون غيرها على مدار 85 عاما؟
إن كراهية حكم الإخوان وسياستهم يجب ألا تمتد إلى كراهية كل عضو فى جماعة الإخوان المسلمين، وإلا دخلت البلاد فى مواجهة أهلية حقيقية، وإن كل من يستحل دم أخيه المصرى مجرم فى حق نفسه قبل أن يكون مجرما فى حق هذا البلد، وعلى الجميع أن يواجه بقوة أى عنف من أى طرف، ويعتبر أن الدم كله حرام.