كلُّ رجالك خانوك يا مرسى! يبدو أن مَن يرونك غيرَ كفء للحكم، ليس نحن، شعب مصر، وحسب، بل أهلُك وعشيرتُك كذلك، «تمردوا» عليك، وقرروا الإطاحةَ بك. ها هى «دويلة» رابعة العدوية، حيث يعتصم فلولُ نظامك المخلوع، لم يتحملوا إلا أسبوعين، رافعين صورك منادين بعودتك، ثم ما لبثوا أن نفضوا أياديهم من غبار ذاكرتك العطرة، وسرعان ما نصّبوا رئيسًا جديدًا غيرك، اسمه «البلتاجى»، له ابتسامةٌ عذبة سلبت قلوبهم! ويا ليت أهلك وعشيرتك، الرابضين فى إشارة رابعة وناصية النهضة، قد انقلبوا عليك، ثم أبقوا على «حبايبك» ممن اخترتهم على «نقاوة عينك»!
ليتهم فعلوا لقلنا: «إن فيهم خيرًا، وإن قلَّ». لكنهم كذلك، ركلوا حكومتك التى قاتلتَ من أجلها وأصررتَ إصرارًا وألححتَ إلحاحًا على بقائها! حتى اعتقدنا- نحن الشعب الذى «بهدلته» حكومتُك تلك- أن «هشام قنديل» ذاك، هو أحدُ المقدسات وركنٌ ركين من أدبيات الإخوان، وثابتٌ من ثوابتها، التى رسّخها «حسن البنّا»، طيّبَ اللهُ ثراه، عليه من الله ما يستحق. سرعان ما نسى فلولُ نظامك السيدَ قنديل، وعيّنوا فى «دويلتهم» رئيسَ وزراء جديدًا، اسمه: «صفوت حجازى، أيضًا يتمتع بابتسامة ساحرة لا تغيب!
بل قاموا بـ«هشتكته» و«بشتكته» بقذفه إلى أعلى واستقباله على الأكفّ المبتهجة، كما نفعل مع أطفالنا الصغار حين نداعبهم، لكى يضحكوا. وبالفعل كان صفوت، المفعم بالطفولة والبراءة، يضحك ملء رئتيه وشدقيه فى فرح وحبور وسرور، ولا كأنك معزولٌ رهنَ الإقامة الجبرية، ولا كأنه قال: «اللى يرشّ مرسى بالميا نرشه بالدم»! خسارة، يبدو أن أهلك وعشيرتك الذين بعتَ مصرَ من أجلهم، قد نسوك سريعًا! دعكَ مما سبق، لأن النكتة الأكبر، هى تعيينهم «القرضاوى»، ترزى الفتاوى حسب مقاس الحكّام، شيخًا للأزهر الشريف العريق، حصن مصر ضدّ الغلاة، ومنبر الإسلام فى العالم!
ولكنْ، علّك يا سيد مرسى لا تحزن مما فعله بك خلصاؤك حين تعلم أن هذا دأبُهم وخَلاقهم الأبدى. وأنت أدرى الناس بأن «العيب إن خرج من أهل العيب، ميبقاش عيب». فهل تزعل من أفعال جماعة سجدت لله شكراً على هزيمة مصر عام 1967؟! جماعة جعلت من النساء والأطفال دروعًا بشرية يحتمى خلفها الرجالُ ذوو الشوارب واللحى، ليقتلهن البطلجيةُ فى المنصورة؟ جماعة قال أحدُ عمدائها: «طظ فى مصر»، وطالب آخر بالتدخل العسكرى فى مصر وتوقيع العقوبات الاقتصادية عليها لأن الشعب المحترم لفظ جماعته؟ إنها سياسة «حرقُ الأرض» الهتلرية التى يجيدها أهلك وعشيرتك. بالبلدى كده، ووفق معجم الأصابع الذى تجيده، اسمها ثقافة: «فيها لأخفيها». أولئك هم الإخوان، يا جناب الدكتور، إن لم تكن قد عرفتهم بعد.