من اعتاد القدوم الى اعتصام رابعة العدوية منذ بدايتة يدرك ان يوم (الجمعة19 يوليو) هو يوم غير عادى , الحشد ازيد بكثير , المشهد اكثر تنظيما و انضباطا , القيادات الاخوانية كلها موجودة , وقادة الشُعب لا تخطئهم عين
"سترى غدا ما يذهلك" هكذا قال لى محمد نوران احد قيادات الجماعة بالشرقية ليلة امس و هو يدعونى عبر الهاتف لحضور هذة "المليونية المباركة" على حد وصفة
"المسيرة يا جماعة... المسيرة باذن الله" تعالت الاصوات المنادية للمسيرة عقب نهاية خطبة الجمعة فى رابعة والتى القاها الدكتور محمد عبدالمقصود بعنوان "رسائل اللى الاطراف المتعددة" وهاجم فيها السيسي والاعلام وطلب من سكان رابعة الصبر ومن الجنود عدم طاعة الاوامر اذا كانت صادرة من خائن.
انتظمت الصفوف , و ظهرت اعلام كبيرة لمصر كل علم يحمل اسم محافظة (الشرقية,الغربية,السويس,الدقهلية....) تحت كل علم اصطف سكان تلك المحافظة , و فى اقل من 15 دقيقة تحركت المسيرة متجه الى قيادة المنطقة المركزية فى شارع صلاح سالم.. اللافت للنظر ان صور مرسى :الرئيس المخلوع" عادت للظهور بقوة و توارت اعلام مصر التى ظهرت الجمعة الماضية
"على الحرس الجمهورى " تلك الاجابة التى تلقيتها على سؤالى هو المسيرة طالعه على فين ؟
و حين اجبت محدثى ان هذا ليس طريق دار الحرس الجمهورى , ابتسم معتذرا "معرفشى والله انا مش من هنا " احترمت جهلة بالمنطقة والتزمت الصمت فى المسيرة المتجهة صوب شارع صلاح سالم.
امام قيادة المنطقة المركزية للقوات المسلحة التقت مسيرة رابعة بالمسيرة القادمة من مسجد النور بالعباسية. الحشد كبير والاعداد غفيرة والتنظيم جيد
"كل محافظة تحت علمها يا جماعة , مش عاوزين نتوه من بعض" تذكرت مشرفين رحلات الابتدائى و انا اسمع المنظمين يدعون الجميع بالاتزام بعلم المحافظة الخاصة بهم.
امام البوابة الرئيسية لقيادة المنطقة المركزية اصطف قرابة الثلاثة عشر سيارة مدرعة و ثلاثة صفوف من الجنود و مجموعة من الضباط .
"ملتزمون بضبط النفس حتى اخر مدى حتى وان اعتدوا بالحجارة اما لو اطلقوا رصاصة حية واحده عندها سنرد بالضرب فى المليان" بتلك الكلمات الواضحة شرح الموقف الرائد ايمن من قوات الصاعقة والمكلف بتأمين الموقع
"قتلة / خونة" هكذا تعالت الهتافات موجهة للجنود و سط سيل من السباب يتخلل ذلك هتاف للرئيس المخلوع محمد مرسي. احد الجنود انفعل و بادلهم السباب , نهرة الضابط صائحا "انتباه يا عسكرى"
ظهرت سيارة تحمل مكبرات للصوت , واخذ المتحدث يخاطب الجنود طالبا منهم الانضمام للشعب و عدم اطاعة الاوامر, "من اطاع ظالما باء بأثمه" ردد الخطيب تلك الجملة ثلاث مرات قبل ان يفسرها بلغة ابسط للجنود.
هو احنا هنفطر هنا ولا فى رابعة ؟ "لسه ما قالوا لناش" اجابنى عبدالمنعم الجرف من الدقهلية والذى بدى عليه الاعياء الشديد من اثر الصيام
لحظات و تغير المشهد ليصبح اكثر بهجة عندما بدا بعضهم يرقص على اغنية "ارحل يا سيسي" وهى نفس لحن اغنية "خدنى معااااك ,خدنى معاك" و التى اذاعتها المكبرات
المثير للدهشة انه عند قدوم مجموعة جديدة من الجنود للتامين اخذ المتظاهرين يهتفون لهم ! "الشعب والجيش ايد واحدة"
احد القيادات الاخوانية (رفض ذكر اسمة) اخبرنى انه لن تكون هناك اعتصامات خارج رابعة , "عشان يعرفوا احنا قد ايه" اضاف المصدر مؤكدا ان هدف المسيرات اظهار قوة التيار الاسلامى للعالم.
تركت صلاح سالم متجها الى رابعة , وفى يوسف عباس التقيت معاذ سيد ابراهيم ( 9 سنين) يسير فى "مسيرة الاشبال" والتى نظمتها الجماعة لتجوب المنطقة المحيطة برابعه العدوية. المسيرة كما هو بادى من اسمها تضم اطفال صغار تجوب المنطقة تهتف للرئيس مرسى .
معاذ اتى هنا " لنصرة دين ربنا" و موقن ان "السيسي هيروح النار" والدته رفضت الحديث مكتفيتة بتعليق "حسبنا الله ونعم الوكيل"