من أهم سمات الثورات أنها تسقط الدساتير، وتصنع شرعية ثورية، تستهدف سرعة إعادة ترتيب الأوراق، وتفادى الثورة المضادة، وضبط الشارع، وتمهيد المجتمع لاستقبال الحالة الجديدة، فى فترة ما بعد الثورة.. وكلما تم اختصار هذه المرحلة، تمكنت الثورة من السيطرة على مقاليد الأمور، واستعاد الشارع هدوءه وثقته، وانتظم سير الأمور، واستقر المجتمع.. من هذا المنطلق، وعبْر الشرعية الثورية، التى تنتهى ببدء مرحلة الانتخابات، عبْر الشرعية الدستورية، علينا أن نفكر جديا فى إعادة استدعاء دستور ١٩٧١ م، مع تعديلات مارس ٢٠١١ م، وبدء الانطلاقة الثورية من هذه النقطة، التى ستحوّل المجتمع، فى أقصر وقت ممكن، إلى الشرعية الدستورية، والحكم الرياسى البرلمانى، ودولة الحرية والمساواه وسيادة القانون.. فالواقع أن الحديث عن تعديلات دستور الأقلية الفاشية، أكثر صعوبة وتعقيدا، ومشكلاته ستكون بلا حصر، كما أن الفكرة فى حد ذاتها تعترف بالدستور الفاشى الطائفى العنصرى، الذى تم تمريره غدرا وغيلة، فى غيبة الحد تحت الأدنى من التوافق الوطنى، وتكسبه شرعية، المفترض أنها قد سقطت بحكم الثورة والشرعية الثورية.. أما الحديث عن المصالحة، فهو حديث بدأ جادا ومنطقيا، ثم صار هزليا عبثيا، خصوصا بعد أن سالت دماء مصريين، وألقى بعضهم من الأسطح، بمنتهى الوحشية اللا آدمية، على أيدى من تتحدثون عن المصالحة معهم!! أخبرونى بالله عليكم، هل سبق لمحكمة واحدة فى التاريخ، أن عرضت المصالحة مع سفاح، ارتكب جرائم القتل، بكل الشراسة والوحشية، مع سبق الإصرار والتربّص، بدم بارد، وقلب قاس من حجر، ودون أن يطرف له جفن؟! هل عرضت محاكمة واحدة فى التاريخ فكرة المصالحة، مع من يصرخ ليل نهار، محرّضا أصحاب العقول الضعيفة والنفوس الحائرة، والفكر المحدود، على قتل وذبح وسحل وتمزيق المواطنين، الذين يختلفون معهم فى الرأى والفكر؟! هل يمكن أن يتصالح وطن، مع من يستعينون بمقاتلين من دولة أخرى للعدوان على بنى وطنهم؟! هل يتصالح مع من يقاتلون لحث الآخرين على احتلال وطنهم؟! بل هل يتصالح الوطن مع من لا يؤمنون بالوطن من الأساس، ويقولون له (طظ)؟! كفاكم رومانسية عبيطة أيها السادة، واستدعوا شرعيتكم الثورية، التى يدعمها الشعب، واضربوا بيد من حديد ونار وصلب جبار، على أيدى كل من يعادون الوطن، مهما كانت مبرراتهم ودوافعهم فالوطن يعلو ولا يعلى عليه، والاستعانة بالغرباء واستعداء الآخرين ضد الوطن ليس مجرد خطأ أو وجهة نظر، بل هو خيانة عظمى، تستوجب الإعدام وليس المصالحة.. وإضاعة الوقت ليست فى مصلحة الوطن.. لهذا أعيدوا استدعاء دستور ٧١ وتعديلات مارس ٢٠١١، واختصروا الفترة الانتقالية، واربحوا الثورة.. أعظم ثورة... ثورة مصر، وطنكم.. ووطنى.. ويا للفخر.
ماله دستور 71؟! «2»
مقالات -
نشر:
21/7/2013 12:40 ص
–
تحديث
21/7/2013 12:40 ص