لم يكن «مازن» الذي إختار إسم «مولانا الرازي» بالنسبة لي مجرد صحفي يعمل في قناة فضائية تعرفت عليه واعتدت وأحببت الجلوس معه في المقهى الذي كان بجوار بيتي في «دبي» وأصبح أعز أصدقائي .. بل كان منذ اللحظة الأولى يمثل لي الوجه الأخر الذي كنت أتمناه في حياتي .. درس الهندسة مثلي لكنه عمل بالصحافة فور تخرجه من الجامعة .. وهذا ما تمنيته وحققته فبعد أن عملت مهندساً لعشرة سنوات .. وفجأة من دون مقدمات سوى الهواية أجبرتني الثورة التي شاركنا فيها سوياً منذ يومها الأول وحتى يومنا هذا .. على ترك وظيفتي والعودة إلى مصر لتحقيق ما كنت قد تمنيته منذ أن تخرجت من الجامعة.
كتب «مولانا الرازي» على «تويتر» أمس مجموعة من التغريدات المهمة، رأيت نشرها هنا .. أولاً لدقتها في التحليل الذي يتسم بالعقلانية والموضوعية .. وفي الأخير تحية إلى مرآتي في رحلة الحياة.
يقول الرازي / مازن :
١- بسم الله نبدأ سلسلة مرقمة من التغريدات لكشف عدة حقائق عن الإخوان وعددم في مصر وعدد من يستظيعون حشدهم في حللة النفير العام، واقتصادهم.
٢- يمتلك الإخوان بصفة فردية أو كجماعة عددا من المشروعات الغذائية ( خاصة مزارع الدواجن ) ومحال تجارة الجملة والتجزئة.. ولهذا عدة أسباب.
٣- تداول المال السائل ( الكاش ) في تجارة المواد الغذائية تسهل أي عمليات غسيل أموال، أو تمويل فعاليات مثل الانتخابات.
٤- يتدرج التنظيم الهرمي للجماعة من منصب المرشد .. إلى أعضاء مكتب الإرشاد .. فشورى الجماعة .. ونزولا إلى الأسر الإخوانية في المناطق.
٥- أحدث فرد في الإنضمام للجماعة رسميا ( أقسم على البيعة ويدفع الاشتراك الشهري ) يسمى «أخ» .. والأسرة الإخوانية تضم خمسة أخوة على الأكثر في الحي الواحد.
٦- يكون كل «أخ» مسؤول مسؤولية كاملة عن عدد لا يزيد عن أربعة أو خمسة أُسر معوزة ماديا بسبب الفقر أو البطالة أو غياب العائل.
٧- يتولى الأخ تسليم (باليد) معونة شهرية لكل أسرة من الخمسة أسر تتراوح بين ٢٠٠ إلى ٥٠٠ جنيه حسب تقديره وميزانية أسرته (التنظيمية) في الحي.
٨- كما يتولى الأخ مسؤولية توزيع مواد غذائية (مرتجع شارفت صلاحيته على النفاذ) من متاجر ومصانع الجماعة ورجال أعمالها، وأمعاء الفقير تهضم.
٩- وبسبب هذا التواصل اليومي، يكون الأخ على دراية جيدة بل ويعرف شخصيا كل فرد في مجمل الأسر الخمسة الملتزم بها.
١٠- ربما يحاول الأخ توفير فرص عمل لأعضاء الأسر الملتزم بها .. كعاملة غير مدربة ورخيصة في مشاريع الجماعة ورجال أعمالها.
١١- عند تحضير الجماعة لأي فعالية .. تصويت .. انتخابات .. تظاهرات .. يصدر الأمر لكل أخ بحشد الأسر التابعة له للمشاركة في الحشد أو الفعالية.
١٢- كما أوضحت فكل أخ يعرف شخصيا كل فرد من الأسرالخمسة ممن يتلقون منه دعما شهرياً .. مالياً ومادياً.
١٣- يقوم الأخ قبل أيام بالمرور على منازل الأسر التابعة له، وسحب بطاقاتهم الشخصية لضمان مشاركتهم في الفعالية، وهناك يتم حصر الحاضر والغائب
١٤- في الانتخابات مثلا، يلتقي الأخ بأفراد الأسر قرب مقر لجنتهم الانتخابية (لاحظ أنهم تقريبا من نفس الشارع أو الحي) ويسلمهم شيئين.
١٥- يسلم الأخ لكل فرد بطاقته الشخصية وهاتف محمول بكاميرا، وعلى كل شخص أن يدخل ليصوت ويقوم وراء الستار بتصوير ورقة التصويت ليريها للأخ.
١٦- وفي الفعاليات مثل التظاهرات والاعتصامات يقوم كل أخ بأخذ تماماً حضور وانصراف أفراد الأسر الخمسة لأن بطاقاتهم الشخصية بحوزته.
١٧- وهكذا فإن أي من يتخلف عن الفعالية، يتم قطع المعونة المالية لأسرته، وفصل من يعمل منهم لدى شركات الجماعة ووقف الدعم الغذائي.
١٨- هذه هي طريقة عمل الجماعة الهرمية وحشدها، هناك تفاصيل كثيرة عن النقل وانتماء السائقين للجماعة أو دخولهم حيز المستفيدين من المعونات.
١٩- نسيت أيضاً مراكز التقوية (دروس خصوصية) في الجوامع ويعفى الملتزمون من المصاريف وكذلك المستوصفات الطبية.
٢٠- بعدما شرحت طريقتهم في الحشد وآلية عمل التنظيم الهرمي، سأحسب معكم بالعقل والرياضيات عدد الأخوة ( الأعضاء الرسميين) في الجماعة وقوتهم.
٢١- حصل محمد مرسي كمرشح الجماعة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على نحو ٥،٥ مليون صوت. وبالمناسبة هذه الكتلة التصويتية متكررة.
٢٢- فالنفير العام للإخوان دائما ما يسفر عن نحو ٥ إلى ٦ مليون صوت في أي انتخابات أو استفتاء .. وارجعوا للأرقام المنشورة.
٢٣- بقسمة ٥،٥ مليون على ٢١ ( أخ + ٥ أسر بمتوسط ٤ أفراد للأسرة) = ٢٦٠ ألف تقريبا. وهذا هو عدد الإخوان في مصر.
٢٤- إذاً تعداد الإخوان في مصر (المنظمين الممنهجين العاملين) حوالي ربع مليون شخص.
٢٥- وإذاً فأقصى عدد تستطيع الجماعة حشده في حالة النفير العام لفعالية معينة هو ٦ مليون على أقصى تقدير.
٢٦- هذه الأرقام نتاج استنتاج شاركتكم فيه بعدما علمت من مصادري طريقة عملهم بالتفصيل، وهي قابلة للزيادة والنقصان بفوارق ضئيلة.
٢٧- ربما تجدون بعض الفوارق الكبيرة خلال العامين الماضيين، لكن هذا بسبب وجود نسبة كبيرة من المتعاطفين إضافة إلى السلفيين.
٢٨- لكن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كانت هي الكاشفة لحجم وعدد الجماعة الحقيقي.
٢٩- الدروس المستفادة: ليس كل من في رابعة ومظاهرات الإخوان خرفان، بل بعضهم رب عائلة لن يستطيع إطعام صغاره في المركز أو القرية لو لم يشارك.
٣٠- الفقر هو البيئة التي تنمو فيها التنظيمات الإسلامية، ويغذيها الجهل والأمية .. ساعدوا الناس وانشروا العمل الخيري والتطوعي.
٣١- لا تسخر من جهل مؤيدي الإخوان وتصديقهم الكلام الفارغ لقادة الجماعة .. فأيدي المؤيدين مغلولة لأعناقهم .. والعيال مذلة .. والفقر والأمية .. وطبيعة الريف والعشوائيات.
٣٢- ملحوظة أخيرة: نادرا وربما مستحيل تجد عضوا في الجماعة من عائلة فقيرة معوزة، غالبيتهم من الطبقة الوسطى.
انتهت مجموعة تغيرداتي عن عدد الإخوان وطرق حشدهم للفعاليات وأسباب نجاحهم، اللهم بلغت.