سؤال افتراضى للمتحدث العسكرى قلب الموازين، و«كركب» بطون الإخوان.. السؤال حول احتمالات تقاعد الفريق السيسى وترشحه لانتخابات الرئاسة.. تباينت ردود الفعل إلى حد كبير.. أولاً ظهور حملة شعبية تؤيد السيسى رئيساً.. هؤلاء ممن ذاق مرارة حكم الإخوان.. ثانياً هناك من تمسك بالدولة المدنية.. ثالثاً هناك من الإخوان من تحدث عن لاعقى البيادة وعبيد حكم العسكر!
مبدئياً، نستطيع أن نقوم بثورة ثالثة، إذا فقدت الثورة أهم مكتسباتها، وهى أن مصر لا دينية ولا عسكرية.. السؤال الأهم: هل ترشح السيسى بعد التقاعد يجعل من مصر دولة عسكرية، لأن رئيسها ذو خلفية عسكرية؟.. هل كانت مصر ستصبح «عسكرية» لو أُعلن فوز الفريق شفيق؟.. مهم جداً أن نحدد المفاهيم أولاً.. الأهم أن العسكريين أنفسهم يريدون بقاء السيسى وزيراً للدفاع!
لا أحد من الثوار يريد مصر أن تكون عسكرية ولا دينية.. نريدها دولة مدنية، كما هتفنا بها منذ أول يوم.. من أجل ذلك، تم تصحيح مسار الثورة، حين رأينا أنها انحرفت.. وبالتالى كانت ثورة 30 يونيو.. لا يريد الإخوان أن يعرفوا هذه الحقيقة.. ربما كانت فرضية المتحدث العسكرى رسالة.. السيسى باق فى القلوب قبل أى شىء.. هذه نقرة وترشحه للرئاسة نقرة أخرى لها موعدها!
نأتى إلى فريق يتحدث عن عبيد العسكر ولاعقى البيادة.. لا أعرف متى كانوا أحراراً؟.. أقل أمين شرطة كان يكفى كى يرتعدوا من الخوف ويصيبهم الإسهال.. من أول مرسى إلى أصغر واحد.. مروراً ببديع والشاطر والعريان والبلتاجى وعبدالماجد.. من أجل ذلك كان كراهيتهم للشرطة، وحديثهم عن هيكلتها أو تصفيتها.. هؤلاء الأحرار الذين لا يلعقون البيادة قالوا: يا مشير وليناك الأمير!
عشان كده «لو إنت متغاظ من (السيسى) هنغيظك تانى.. سيسى بشر.. سيسى برانى.. سيسى جابر.. يا سلام على مصر.. لم تفقد قدرتها على الإبداع رغم المحن.. والآن لو إنت متغاظ لأن (السيسى) القائد العام للقوات المسلحة، هنغيظك أكتر.. (السيسى) سيكون رئيساً للجمهورية.. سيكون القائد الأعلى.. التجربة أثبتت أن الفريق (السيسى) مؤتَمَن.. غير الذين خانوا الوطن»!
حدد موقفك الآن.. لو ترشح «السيسى» للرئاسة، ما موقفك؟.. ما مدى ترحيبك بقرار الترشح؟.. هل ترى أن من حقه الترشح للرئاسة، إذا تقاعد نهاية العام؟.. هل تتحدث عن عودة الحكم العسكرى للبلاد؟.. هل ترى أن الخلفية العسكرية ليست مانعاً من الترشح؟.. هل ترى أن الخلفية العسكرية هى والحكم العسكرى سواء؟.. هل مصر تحتاج إلى شخصية قوية كما عبر عنها «السيسى»؟!
الكلام عن حكم الجنرالات كذب صريح.. عندك رئيس مدنى مؤقت، وعندك رئيس وزراء مدنى.. أنت أمام حكم مدنى برعاية الجيش وإشرافه.. بيان «السيسى» قال: سنقدم خارطة طريق للمستقبل، تحت رعاية الجيش وإشرافه.. حدث ما وعد به.. لم يَخُنْ شعبه، ولم يَخُنْ وطنه.. لم يتخذ إجراءً استثنائياً.. مع أن أى واحد مكانه لم يكن يتردد فى فرض حظر التجول والطوارئ والاعتقالات!
لم يعد تقاعد «السيسى» رغبة شخصية.. أصبح رغبة شعبية عارمة.. قد يكون الرئيس القادم.. يفهم «أمن قومى»، ويفهم سياسة، ويتميز بالحكمة فى إدارة البلاد.. فلا فَرَضَ الأحكام العرفية، ولا اتخذ إجراءات استثنائية.. عشان كده هناك ملايين تريده رئيساً.. قد لا يكون «هو» واحداً منهم.. اتغاااااظوا!