لم يتخيل الكثيرون من أبناء الشعب المصرى أن القدر يخفى لهم فرحتين فى شهر واحد، فرحتهم برحيل دولة الإخوان قبل أيام من بداية رمضان، وفرحتهم بفؤاد المهندس.
تلك اللحظة التى ظهر فيها بابتسامته الواسعة ونظّارته الشهيرة هو يمسك فانوس رمضان ويهديه لـ«طارق» ليعلّمه أن «رمضان هو اللى بيكمّل لمتنا»، تلك اللحظة التى قام فيها زُوّار مواقع التواصل الاجتماعى بتغيير صورة البروفايل الخاصة بهم، واستبدلوا بها صورة فؤاد المهندس فى الإعلان.
تلك اللحظة التى أثبتت أن رمضان ليس فقط هو اللى بيكمّل لمّتنا، فتاريخ الفنان أيضًا قادر على أن يفعلها، كما فعلها تاريخ الأستاذ عندما نجح فى أن يكمّل لمّة ناس كتير اجتمعوا على سؤال واحد: «شُفْت فؤاد المهندس؟»، ناس تساقطت دموعها فرحًا بمجرد رؤيته، وناس تانية لم يعُد لها سيرة سوى ضحكة فؤاد المهندس.
السؤال بقى: ما الذى يشعر به نجوم رمضان الحاليون عندما يشاهدون الأستاذ وهو قادر أن يكمّل لمّة كل هؤلاء بعد وفاته بسبع سنوات؟!
هل فكّر أحدهم فى تلك اللحظة التى سيتحدث فيها تاريخهم بالنيابة عنهم؟
مَن منهم سيكون النجم الذى يكمل ظهوره لمّة الجمهور بعد أربعين أو خمسين عامًا من الآن، ربما أكثر أو أقلّ قليلًا؟ لكنه حتما سيأتى اليوم الذى يقف فيه صنّاع الإعلانات حائرين فى اختيار نجم من أبناء هذا الجيل يكمّل ظهوره لمة الجمهور وقتها، نجم يضمن لصُنَّاع الإعلان أن الناس هتشيله على أكتافها بمجرد ظهوره حتى إن لم ينطق سوى جملة أو اثنتين. تُرَى مَن منهم النجم المنتظَر؟ هل غادة عبد الرازق مثلا؟ هل مصطفى شعبان؟ ربما نور الشريف أو إلهام شاهين أو أحمد مكى، ولم لا يكون أمير كرارة أو خالد صالح؟!
عليهم جميعا أن يفكروا فى تلك اللحظة، فهى لحظة التقييم الحقيقية.
لا بعدد المهرجانات التى شاركت فيها أعمالهم وحصلت على جوائز بالكوم، ولا بإيرادات هذه الأعمال، أو نسبة الإعلانات اللى جاية على المسلسل، كذلك لا تُقاس الحكاية بالملايين المصروفة على الديكورات لتصبح منازل الأبطال أشبه بالسفن الفضائية، ولا بالأجر الذى يحصل عليه الفنان وإن كان الأعلى بين أبناء جيله.
عليهم جميعا أن ينتبهوا لتلك اللحظة المنزهة من كل الحاجات الجميلة دى، التى ربما تصنع نجما حاليا، لكنها ليست ضمانة لصناعة ذلك النجم اللى ممكن فى يوم من الأيام أن يكمّل لمتنا.