لو انت متغاظ من «السيسى» هنغيظك أكتر.. سيسى بشر.. سيسى برانى.. سيسى جابر.. يا سلام على مصر.. لم تفقد قدرتها على الإبداع رغم المحن.. والآن لو إنت متغاظ لأن «السيسى» القائد العام للقوات المسلحة، هنغيظك أكتر.. «السيسى» سيكون رئيساً للجمهورية.. سيكون القائد الأعلى.. التجربة أثبتت أن الفريق «السيسى» مؤتَمَن.. أثبتت أن مصر فى قلبه حقاً، غير الذين خانوا الوطن!
حدد موقفك الآن.. لو ترشح «السيسى» للرئاسة، ما موقفك؟.. ما مدى ترحيبك بقرار الترشح؟.. هل ترى أن من حقه الترشح للرئاسة، إذا تقاعد نهاية العام؟.. هل تتحدث عن عودة الحكم العسكرى للبلاد؟.. هل ترى أن الخلفية العسكرية ليست مانعاً من الترشح؟.. هل ترى أن الخلفية العسكرية هى والحكم العسكرى سواء؟.. هل مصر تحتاج إلى شخصية قوية كما عبر عنها الفريق «السيسى»؟!
مصر فى حاجة إلى رئيس دكر.. مصر لا تحتاج إلى رئيس خِرِع.. شخصية مرسى عادت بمصر مائة عام.. صحيح نحن لا نحارب ولا نسعى للحرب، وإنما نحتاج إلى أن نبنى الوطن.. من المهم أن تكون لدى الرئيس رؤية.. الأمن القومى يتطلب شخصية محترمة، تتميز بالحسم والحزم.. تدرك متى تتخذ القرار؟.. «السيسى» عبر عن ذلك دون إجراءات استثنائية، أو طوارئ، أو أحكام عرفية!
لو ترشح «السيسى» ستُحسم المعركة فوراً.. سيختل الميزان كما حدث عندما ترشح عمر سليمان.. سينزل الملايين أكثر مما نزلوا فى 30 يونيو.. الناخب المصرى لا يصبر على فقدان الأمن.. قد يصبر على الجوع.. المرشح الذى يحقق الأمن سوف ينجح.. دعكم من الكلام عن حكم العسكر.. دعكم من الكلام عن البيادة.. الذين يتحدثون عن البيادة الآن كانوا يقولون: يا مشير وليناك الأمير!
الكلام عن حكم الجنرالات كذب صريح.. عندك رئيس مدنى مؤقت، وعندك رئيس وزراء مدنى.. أنت أمام حكم مدنى برعاية الجيش وإشرافه.. بيان «السيسى» الأول قال: سنقدم خارطة طريق للمستقبل، تحت رعاية الجيش وإشرافه.. حدث ما وعد به.. لم يَخُنْ شعبه، ولم يَخُنْ وطنه.. لم يتخذ إجراء استثنائياً.. مع أن أى واحد مكانه لم يكن يتردد فى فرض حظر التجول والطوارئ والاعتقالات!
الجيش عبر مرتين.. مرة فى ساحة الحرب، ومرة فى ساحة السلم.. قدّم نفسه للعالم، كجيش وطنى عظيم.. اليوم نحتفل بالعبور الثانى.. الإخوان وحلفاؤهم يهددون بتحقيق عبور ثان.. ما لهم هم والعبور؟.. إما كانوا فى المعتقلات، وإما كانوا مرفوضين لدواع أمنية.. كسر رقبة من يهدد جيش مصر.. قطع لسان كل من يهدد الجيش فى عيد عبوره.. بالتأكيد سوف نعاملهم بما يستحقون!
المؤسسة العسكرية لا تمارس السياسة.. من يمارس السياسة هم السياسيون.. من يمارس السياسة هو الرئيس ورئيس الوزراء.. حالة واحدة يمكن فيها لـ«السيسى» أن يمارس السياسة، من خلال اجتماعات مجلس الوزراء، كنائب أول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع.. حالة أخرى يمكن أن يمارس فيها السياسة بكل حرية، إذا تقاعد وخلع بدلته العسكرية.. احتمال وارد أن يتقاعد أوائل العام!
تقاعد «السيسى»، أوائل 2014، ليس رغبة شخصية.. رغبة شعبية أولاً.. تنبؤات أشارت بأنه الرئيس القادم، بينما كان مرسى يحكم.. يفهم «أمن قومى»، ويفهم سياسة، ويتميز بالحكمة فى إدارة البلاد.. من حقه أن يتقاعد ومن حقه الترشح للرئاسة طبعاً.. هذه رسالة مسجلة.. حتى هذا الحين هو «جندى» فى القوات المسلحة!