ايجى ميديا

الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

يا سيسى.. بحرك لا تعكّره ترعة

-  
نشر: 19/7/2013 4:40 ص – تحديث 19/7/2013 10:13 ص

قليلون هم الذين قرؤوا ما يحدث فى مصر الآن من ثورة شعبية هادرة، عطف عليها ولبى نداءها الجيش فى سلام ووداعة قراءة صحيحة مكتملة الأركان، منهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حين لخص فى اقتدار وفهم «أمر طبيعى أن يحدث هذا الطوفان الشعبى فى مصر تجاه هذا الرئيس، فمثله لا يستطيع أن يحكم دولة حكمها من قبل زعماء نعتبرهم قدوة لنا فى قيادة الأمم». وقوله معلقا على البيان الأول للقوات المسلحة: «لماذا نتعجب؟ ألم يقال عنهم إنهم خير جنود الأرض؟! فهل ننتظر من خير الجنود أن ينقلبوا على شعبهم أو أن ينصروا الظالم على المظلوم؟!»، بينما اهتم كثير من التحليلات العالمية للصحف وتباينت بين أن هذا انقلاب عسكرى أو ثورة وأن مصر تقفز إلى المجهول، وأن الأحداث فى مصر تشكل معضلة محيرة للولايات المتحدة الأمريكية أو أن ما يحدث يعد مزيجا من الانقلاب والثورة معا، وهناك من ذهب إلى أن دور الجيش المصرى فى إسقاط مرسى يذكر بأن خطر الاستبداد لا يزال موجودا فى الشرق الأوسط، سواء كان ذلك تحت ستار دينى أو قومى، وتحليل آخر بأن الشعب المصرى ألقى بصندوق الانتخابات من الشباك، وغيره من أن الجيش يؤسس سلاما هشا فى مصر، وأن الجميع ربما سيسأل نفسه لماذا نأخذ الانتخابات على محمل الجد ما دام هناك احتمال للانقلاب عليها بالقوة؟

هنا أتوقف لأقول للحيارى من كتّاب ومحللى الغرب أعيدوا قراءة بيان القوات المسلحة الأول مرة أخرى جيدا لتعرفوا أن جيش مصر هو الابن البار لها، وعند اشتداد الأزمة يكون لها أبًا وأخًا وكل عائلتها.

لم يتحدث أحد أن مصر التى كان يعرف جيشها أيام الفراعنة الفرق المنظمة على نحو يشبه كثيرا تنظيم الجيوش البريطانية فى الحرب العالمية الثانية هى نفسها مصر التى تعرف معنى الديمقراطية فى أسمى معانيها وهى السلطة الأخلاقية التى تحتم على الرئيس أن يحظى برضا شعبه عن أدائه، وهو ما يعنى عدم الارتكان لشرعية الصناديق وحدها.

إن فى مصر ما يستحق أن تنظروا إليه عن قرب وبهدوء وروية، وهو أن قسما كبيرا من هذا الشعب كان مخدوعا فى هذا الفصيل «جماعة الإخوان» التى حكمت البلاد بصناديق زيّفتها بشعارات براقة ومثاليات كذبوا فيها وتقاليد لم يتبعوها وأخلاق سلف صالح ابتعدوا عنها، وهذا كله مارسوه مع شعب متدين بفطرته معتدل فى مزاجه، وكما تقول الأستاذة الكبيرة سناء البيسى فى كتابها «مصر يا ولاد»: إن هوية مصر مركبة معقدة بتركيبتها التاريخية التى تحوى أكثر من أربع طبقات، فيها المصرى والعربى والمسلم والقبطى إلى جانب موروثات فرعونية وبيزنطية، إلا أن مصر لم تكن بمثابة الحصان الذى تغير عليه عدد من المسافرين أثناء الرحلة أو عدد من الركاب أثناء سباق التتابع، وإنما استمر راكبه المصرى القديم والمعاصر هو الأول والأخير والوحيد طوال الرحلة دون أن يتغير، وأقصى ما تغير فيه رداؤه ولونه وجلده.

«جاء الإخوان فكانوا بعيدين بعد المشرقين عن هذه الهوية، فكان طلب التغيير من الملايين (وهو عين الثورة) وكان الخروج الباهر طوفانا، من يستطيع مواجهته؟خروج منظم دون ترتيب، يقف الكل عاجزا أمام أى حلول تقليدية يعرفها العالم، أمام حقائق جديدة تفرض نفسها على الأرض، أمام بدائل محدودة، وبلد غير قابل للهزيمة كما قال الأستاذ هيكل فكان الحل العبقرى المصرى الذى سيقف أمامه التاريخ طويلا بالتحليل والتنظير ولن يتم فهمه بهذه السهولة التى يكتبون بها عبر أنماط محددة وقوالب جاهزة.

هم معذورون فلم تصل إلى مسامعهم مناجاة الشعب لجيشه «انزل يا سيسى مرسى مش رئيسى»، «واحد اتنين الجيش المصرى فين»، هم لا يعرفون أن كل بيت فى مصر يعلق صورة لشهيد من القوات المسلحة، لم يروا المصريين فى ميادين الثورة وقد ألبسوا أطفالهم الزى العسكرى، وهتف الأطفال «الجبش والشعب إيد واحدة»، وأن من يحاول انتهاك هذه العلاقة هم الإخوان. لا يعرفون أن التقاليد العسكرية والتماسك الاستراتيجى للجيش المصرى لا يمكن أن يتزحزح أو يهتز، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم، صدق حيث قال «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض، فقالوا ولِم يا رسول الله؟ قال لأنهم هم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».

فلماذا يشعر الغرب بالحرج من الاعتراف بأن ما حدث فى مصر ثورة، وليس انقلابا؟ ولكن ولا يهمك يا سيسى بحرك لا تعكره ترعة.


التعليقات