نعم أنا مشتاق وعندى لوعة، ولكن مثلى لا يذاع له سر، لا أخفيكم سراً أن الدكتورة باكينام الشرقاوى، مساعد «المعزول» للشؤون السياسية، وحشتنى قوى، وقلبى متوغوش عليها، من يوم يا حبة عينى ما اتعزل المعزول، ومحدش عارف لها طريق جرة، سمعت والله أعلم بالولايا إن باكى فى منفاها الاختيارى (غير متحفظ عليها) مقطعة نفسها عياط، تنام ودمعتها على خدها، وتصحو من النوم مفزوعة على وقع أقدام الحرس الجمهورى يداهمها، ويقبض عليها بتهمة إفساد الحياة السياسية، وساعات يا قلب أمها تتفزع من غفوتها على تسلل رجال الأمن الوطنى لابسين إسود فى إسود زى عفاريت البلاك بلوك يسحبونها على غرفة مظلمة ويستجوبونها حول ملابسات 365 يوماً فى الاتحادية باعتبارها «سيدة القصر».
فى أحلامها الكابوسية تقف شاخصة أمام نيابة الأموال العامة للتحقيق فى البلاغ رقم (3573/2012) الذى تقدم به أيمن عبدالعزيز فهمى (مدير عام)، يتهمها وزوجها «أمجد وطنى» بالتورط فى الحصول على شقق ومحال فى منطقة «صقر قريش» بالمعادى بالتخصيص عن طريق المجاملة غير المشروعة من الوزير إبراهيم سليمان، كما حصلت باكينام وأسرتها على ما يتجاوز الخمسمائة فدان فى مشروع «الوادى» وتم تسجيلها باسم الزوج وأمه وشقيقته بالمجاملة أيضاً، ودون التزام بسداد قيمة الأرض، فى حدود علمى حتى اليوم لم يجر أى تحقيق مع باكى وزوجها وأسرتها، (مطلوب تحقيق شفاف).
يا كبدى يا باكينام، ماكانش يومك يا نضرى، كان علينا بإيه من ده؟ كان لزمتها إيه الرئاسة؟ كنا مداريين فى الحيطة، فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية، لا طلنا اقتصاد ولا اشتغلنا سياسة، باكى أصبحت زى بيت الوقف، باكينام التى أذلت أعناق الرجال فى الحوار الوطنى، وشخطت ونطرت فى الشنبات، ومنعت ومنحت، صارت أثراً بعد عين.
بعد العز والبغددة، والسفريات، والمهمات، والحكايات والروايات، وباكينام راحت، باكينام جت، باكينام فى الأمم المتحدة، صاينك وحارسك، باكينام اتحسدت، حسدها اللى مايتسماش مرسى، نحس، لم تنج منه حتى باكينام، حقا العين صابتنى ورب العرش نجانى.
باكينام هانم منك لله، ربنا يسامحك، ويغفر لك ذنبك فى حق هذا البلد، وذنبك فى حق مرسى، أعنتيه على الاستعلاء، ساعدتيه على الاستقواء، مكنتيه من رقبة العباد، زينت له أفعاله وأقواله، إديهم يا ريس، مترحمهمش يا دكتور، ولا يهمك يا كبير، أفرم أفرم يا مرسى.
كنت تتصدرين الصفوف، وتتقدمين الرجال، وترسلين الإشارات، وتنظرين فيخشى الذى فى قلبه مرض، وتمصمصين الشفاة فيعصر البعض ليمونا، وتطلبين الطاعة فيخر نفر منهم سجدا، وتأمرين وتنهين فيما لا تملكين، عاملة فيها سيدة القصر، اللى ماجبتهاش ولادة، نسيت أنك أستاذة، أنك أكاديمية، أن طلابك ينظرون إليك فيعجبون ويتساءلون فى جنون، باكينام التى يرونها فى الحوار الوطنى تشخط وتنطر فى مندوب الأزهر.. من تكون؟
يقال إن باكى لملمت أوراقها ورجعت بيت العيلة، تشوف فطار العيال، تطبخ وتكنس وتجهز السحور، ويقال إنها اعتكفت مع المعتكفين فى رابعة العدوية، وقررت أن تحذو حذو رابعة فى الهزيع الأخير من العمر، سمعتُ صوتاً هاتفاً فى السحر من خيمة باكينام تناجى وا مرسااااه، أحبك حبين، حب الهوى، وحب لأنك أهلا لذاك، أى للعزل، وينادى منادى من تحت الشباك الذى كانت تقف فيه «أم أيمن» تشاهد غراميات شباب الاتحادية، إنت فين يا باكينام.. صوت يشبه صوت القرداتى بعد موت القرد.