كلمة لوجه الله تعالى لكل محبى هذا الدين ومن يدعون أنهم يدافعون عنه، تمر مصر بأزمة سياسية أدعو الله تعالى أن تخرج منها أفضل مما بدأت، ومن العجيب أن هناك من خلط الأوراق فجعل الوقوف مع فئة دفاعا عن الشريعة والدين، ولا أمر الشرع بهذا، ولا لهذا دعا الدين، فسقوط حاكم وعزله أو خلعه وتثبيته بأسباب يقضيها رب العرش والسماوات ولحكمة فى أرضه وعبرة لمن يعتبر فلمن يعتقد الآن أنه يقف فى صف حاكم معزول دفاعا عن الدين فاعلم، سامحك الله: أن من كان يحب مرسى لأجل الدين فإن مرسى زائل لا محالة ويبقى الدين حيا إلى يوم الدين، ومن كان يحب مرسى من أجل مصر فقد رحل مرسى وستبقى مصر إلى أن يشاء الله إلى أبد الآبدين فأين حبك لها الآن؟ من اعتقد أن الإسلام هو الإخوان فقد ظهر الإسلام قبل الإخوان بـ1350 عاما وسيزول الإخوان ولن يزول دين الله فى أرضه ولو كره الكارهون. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر وأن الله وحده مالك الملك يهب الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، فالله وحده هو من وهب الحكم لمرسى، والله تعالى وحده من نزعه منه نزعا وسبّب لذلك الأسباب ليتعظ من انبهر فتعالى فتكبر فطغى بأن أقدار الله أكبر من كل شىء وهو القاهر فوق عباده. اعرض نفسك على مولاك يوم العرض قبل أن تخرج من بيتك من أجل أشخاص زائلين من أجل كرسى حكم أو انتماء أو بتحريض من قيادات لن تغنى عنك من الله شيئا، ولن يملكوا لك نفعا ولا ضرا، وابحث عن هجرة لله، لا لدنيا كلها إلى زوال.
فى كل زمان فتنة والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، فلا تكن وقودها، وفتنة اليوم هى الأشد والأخطر على وطن انقسم بين مؤيد ومعارض، على نظام حكم فحسبنا الله فى من قسم الوطن وفى من أشعل الفتنة وفى من لم يدرأها فى مهدها وفضل حب العرش والسلطان على حب الله وصادق الإيمان وحسبنا الله فى من يستحل دما لأخيه حرّمه الله من فوق سبع سماوات، قبل أن تمتد يدك لأخ لك فى وطنك بأى عنف لمجرد أنه يخالفك الرأى اعلم أن الله يسمع ويرى ولا تخفى عنه خافية وأنه وحده القادر الجبار المتكبر الذى قال إن الله لا يحب المعتدين، فلا تكن ممن لا يحبهم الله ولا ينظر إليهم يوم العرض عليه.
اعلم أن الله يحب المتقين فاتق الله فى دينك واتق الله فى وطنك واتق الله فى نفسك وأهلك واتق الله فى بنى وطنك، واعلم أن علامات التقوى ترك المراء والجدال والإعراض عن الدنيا والإقبال على الله والتزود للآخرة فتزود لها بصحيح الإيمان، لا بالظلم والطغيان والعصيان، إن خير زاد التقوى.
د.هانى أبو الفتوح