
لقد حرم من الكثير فقد ولد في 21 يونيو عام 1929..وفي طفولته رحلت والدته ..وقبل ان يتم عامه الاول رحل ابيه ليذوق مرارة اليتم الحقيقي ويتجرع الم الحرمان وفراق اعز الناس.
مضي في طريق الاشواك ..فلم يكن مشواره سهلا او يسيرا بل هو طريقا مليئ بالمطبات والمحنيات ..لم يبال بهذه التحديات ..بل زادته اصرارا وتحد ..وعزيمة ..لم يكن مطربا عاديا بل تعدي مرحلة الغناء والتقمص والمعايشة .وصل الي درجة الذوبان والطرب الاصيل ... كان ذلك علي حساب صحته واعصابه وراحته .
وفي احدي بروفات الاغاني الشهيرة التي امتعتنا جميعا سقط عبد الحليم حافظ وسط ذهول اعضاء فرقته ..ولم يلتفت الكل الي ما وراء هذا السقوط والهذيان ارجعوه الي كثرة المجهود وسهر الليالي ..وفي عام 1956 وعندما بلغ من العمر 27 عاما واثناء تلبيته لدعوة صديقه ( مصطفي العريف ) لتناول فطار في شهر رمضان المبارك.
وبعد الافطار أصيب بأول نزيف في المعدة..كان ذلك اول حدث يحدث له في حياته ما جعله يتحرك مسرعا لمعرفة اسباب هذا النزيف الذي ظل فترة دون انقطاع.
بدأت رحلة العلاج في مصر بكل مستشفياتها ..ثم السفر الي لندن وباريس لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء هذا النزيف ..اجتمع الاطباء علي اصابته بتليف في الكبد والذي جاء اليه من وراء اصابته بالبلهارسيا وهو صغير.
تكفل بكثير من مصاريف علاجه الملك محمد الخامس ملك المغرب فقد كانت تجمعهما علاقة صداقة ومحبة وود ..لم تفلح معه الادوية والعلمليات التي قام بها لينفذ امر الله يوم 30 مارس من عام 77 ويرحل العندليب الاسمر عن عمر ناهز 48 عاما صاحب ارق واعذب الاغاني وبطل اهم الافلام العاطفية الرومانسية الحالمة.
يذكر انه انه الابن الرابع وسط اخين من الذكور ..وبنتا واحدة هي الحاجة علية التي عوضته عن فقد الام والاب فقد تولت رعايته وكان لها الفضل الاكبر فيما وصل الية من مجد وشهرة.