الصحيفة: الديمقراطية في أوروبا استغرقت قرونا.. ويجب دعم مصر طالما أن الجيش يسعى نحو الديمقراطية
لوس انجلوس تايمز: العلاقات المصرية الأمريكية ليست تحالفا سهلا.. وإذا خسرت واشنطن دعم مصر ستواجه صعوبات في المنطقة
ما حدث كان انقلابا قائما على وحي ودعم شعبيين.. والحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش هي أفضل أمل لمصر
ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز في افتتاحيتها اليوم أن الاتجاه الذي تذهب فيه مصر هو نفسه الاتجاه الذي ستتحرك إليه منطقة الشرق الأوسط, موضحة أن التغيرات التاريخية الجارية سيكون لها تداعيات أبعد حتى من ذلك.
وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها أنه على مدى أربعة عقود، كانت مصر باعتبارها قائد سياسي وعسكري في العالم العربي، محورالاهتمام بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومرساة لمعسكر الاعتدال العربي المؤيد للولايات المتحدة، وهي أول بلد عربي يبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، والمحطة الأولى التي لا غنى عنها في كل برامج الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقات المصرية الأمريكية ليست تحالفا سهلا: فعندما تدعم مصر السياسة الأمريكية، تكون الولايات المتحدة أكثر قدرة على تعزيز أهدافها الإقليمية، وعندما لا تحصل واشنطن على هذا التأييد، كما تم في عدة مرات سابقة، تواجه الولايات المتحدة صعوبات.
وأضافت الصحيفة انه، بعد خلع نظام الإخوان الثيوقراطي المتطرف وكذلك الزعيم الاستبدادي حسني مبارك الذي استمر في منصبه فترات طويلة، فمصر لديها فرصة ثانية للوصول إلى الديمقراطية الحقيقية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الديمقراطية أكثر بكثير من مجرد انتخابات عادلة والترتيبات المؤسسية. ففي بلد تنتشر فيه الأصولية الدينية على نطاق واسع، ويعاني معظم السكان من الفقر المدقع والأمية، فآفاق الوصول إلى ديمقراطية مستقرة مشكوك فيها. والحقيقة المرة هي أن لا أحد لديه الإجابة المطلوبة لمطافحة الفقر الساحق في مصر، ومن المرجح أن تمر البلاد بفترة طويلة من عدم الاستقرار.
ثار جدل في الولايات المتحدة حول ما إذا كانت الإطاحة بحكومة محمد مرسي ينبغي اعتبارها انقلاب عسكري, وفي هذه الحالة يقضي القانون الأمريكي بوقف جميع المساعدات- أم ينبغي اعتبار ما جرى بمثابة انتفاضة شعبية. في الحقيقة، ما حدث كان انقلاب قائما على وحي ودعم شعبيين، كما أن الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش تمثل أفضل أمل للانتقال نحو مصر مستقرة ومعتدلة وعلمانية وديمقراطية ولو جزئيا.
ومثلما سمحت الانتخابات لأنظمة استبدادية بشعة (مثل هتلر، وحماس في غزة، والجمهورية الإسلامية)، فالنظام العسكري، إذا عمل على لتحول إلى الحكم المدني كما يفعل الجيش المصري يمكن أن يكون مصدرا لتغيير إيجابي.
واعتبرت الصحيفة أن قطع المساعدات العسكرية لمصر سيعطي نتائج عكسية تماما لما هو مطلوب, حيث سيضعف القوة الأساسية للاستقرار والاعتدال في مصر ويحرم الولايات المتحدة من الحد الأدنى من النفوذ الذي تملكه.
لذا, فطالما تسعى الحكومة الانتقالية نحو السيطرة المدنية على الدولة، ينبغي على الولايات المتحدة تقديم الدعم الكامل وأكبر المساعدات المالية المحتملة. ولا ينبغي أن تمارس الضغوط من أجل تحول ديمقراطي سابق لأوانه. فصياغة دستور جديد، وتمكين الأطراف من الاستعداد للانتخابات، وإعادة سيادة القانون، ومعالجة الانهيار الاقتصادي في مصر, كلها أهداف تستغرق وقتا. وأضافت الافتتاحية أن تحديد موعد نهائي أيضا قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فيجب أن تتطور الأمور في طريقها المناسب والصحيح هذه المرة فقد لا يكون هناك فرصة ثالثة.
وأضافت الصحيفة أن احتمال تحول مصر إلى التطرف، أو إلى دولة فاشلة وإلغاء السلام مع إسرائيل، أو الانضمام إلى معسكر الحرب، بمثابة "كابوس". ومن أجل مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وقدرتها على التأثير في التطورات الإقليمية، والتغييرات التي بدأها الربيع العربي واحتواء البرنامج النووي الإيراني والتوصل إلى اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل، يجب على واشنطن أن تفعل كل شيء بوسعها لمساعدة مصر خلال هذا الوقت العصيب.
وذكرت الافتتاحية في نهايتها أنه ليس من الواضح ما إذا كانت مصر تمتلك المتطلبات الأساسية للديمقراطية, وأضافت: "دعونا نتذكر أن الأمر استغرق عدة قرون من أجل تطور الديمقراطية في الغرب، ونقطة البداية في مصر أكثر صعوبة بكثير. والشيء الأساسي هو أن تكون مصر دولة معتدلة ومستقرة وسلمية".