أغلب لافتات رابعة ضد «الانقلاب العسكري» مكتوبة بالإنجليزية وبعضها بالألمانية والفرنسية والروسية والإيطالية للحصول على دعم دولي
الصحيفة: السكان الذين يعيشون في المناطق المغلقة بسبب اعتصام الإخوان لا يتعاطفون معهم وبعضهم يطالب الجيش بالتدخل
إبراهيم الهضيبي: على الإخوان أن يدركوا أن مرسي لا يمكن أن يحكم والمسألة الآن غرور أكثر منها أي شيء آخر
قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها عن تحركات الإخوان الأخيرة في مصر إن الجماعة تأمل في الحشد لثورة جديدة, فيما تتباعد المسافة بين المعتصمين في رابعة وبين مصر التي بدأت بالفعل التحرك في مرحلة ما بعد محمد مرسي.
وذكرت الصحيفة أن الموجودين في مخيم الاعتصام يتحدثون عن التصميم والانضباط بين أفراد الجماعة, لكنه يعكس المسافة المتنامية بينهم وبين مصر التي تتحرك بالفعل في مرحلة ما بعد الحكومة الإسلامية.
يدير متطوعو الجماعة مستشفى ميدانية ومطابخ وشبكة تليفزيونية تبث على الهواء مباشرة من خلال سيارة بث مباشر استولوا عليها من تليفزيون الدولة خلال الفوضى التي صاحبت سقوط مرسي.
ونوهت الصحيفة إلى أن أغلب اللافتات الرافضة لما يسميه أنصار المعزول "الانقلاب العسكري" في اعتصام رابعة مكتوبة بالإنجليزية لكن بعضها مكتوب بالألمانية والفرنسية والروسية والإيطالية, وهو ما يوضح أمل الإخوان في الحصول على دعم دولي.
واحتشد عدة آلاف من الناس من جميع انحاء البلاد، تاركين أشغالهم ومزارعهم، وتتزايد الأعداد ليلا مع تدفق آلاف المؤيدين من القاهرة الذين يأتون للإفطار ويرددون هتافات ضد الجيش ويستمعون للخطب الحماسية.
وأكدت واشنطن بوست ان معظم قيادات الإخوان المسلمين، فضلا عن كل الوزراء الذين خدموا في المناصب الحكومية خلال حكومة مرسي السابقة، يعيشون داخل الاعتصام. يجتمعون نهارا في المبنى المجاور للمسجد وينامون في أماكن متفرقة في محيط المخيم لأن أكثر من عشرين منهم صدرت ضدهم أوامر ضبط وإحضار، وفقا لجهاد الحداد، الناطق باسم الإخوان.
وبحسب أسامة ياسين, وزير الشباب السابق في عهد مرسي, فاستراتيجية الإخوان هي الحشد من أجل "ثورة جديدة" على غرار الثورة التي وقعت في ميدان التحرير عام 2011، عندما أنهت المظاهرات الحاشدة ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك.
وأوضحت أن المحتجين وقادة الجماعة على حد سواء يبعثون برسائل متماثلة مثل أن المشاركين مستعدون للبقاء في الاعتصام "لسنوات،" وأن عددهم يقدر بـ"الملايين"، وأنهم مستعدون للموت إذا كان هذا هو ما يتطلبه الأمر لإعادة مرسي لمنصبه.
وحول ما إذا كانت تلك الإستراتيجية واقعية, يتساءل كثير من المصريين, خاصة وأن اعتصام رابعة واعتصام جامعة القاهرة كلاهما على هامش المدينة.
وبعيدا عن فقاعات التضامن الإخوانية، يتحرك حكام مصر الجدد نحو أداء مهامهم وإدارة البلاد. وبالفعل أدت حكومة مؤقتة اليمين الدستورية يسيطر عليها الليبراليين والتكنوقراط, لم تضم أي من أعضاء الأحزاب الإسلامية التي فازت بالأغلبية في أول برلمان منتخب ديمقراطيا في مصر.
وبحسب الصحيفة, فإن السكان الذين يعيشون على طول الشوارع المغلقة بسبب اعتصام الإخوان, لا يتعاطفون مع الدخلاء على منطقتهم, خاصة بعدما قلبوا حياتهم. وتقول رفيدة عبد الله "ما راح راح، ومرسي بالتأكيد لن يعود". وتسبب الاعتصام في هبوط مبيعات صيدلية أسرة رفيدة بأكثر من النصف منذ وصل المحتجون وبقائها طويلا بعيدا عن الصيدلية. وحول أي الأحزاب ستصوت لها إذا جرت انتخابات جديدة, قالت رفيدة إنها "تريد الجيش، أن يتحرك ويزيل هذا الاعتصام من المنطقة."
وحول ما إذا كان الإخوان يعترفون بالمأزق السياسي، يعتقد إبراهيم الهضيبي، المحلل السياسي والعضو السابق في جماعة الإخوان ، أن الأمور ليست واضحة, ويؤكد: "عليهم أن يدركوا أن مرسي لا يمكن أن يحكم البلاد. والمسألة الآن هي غرور أكثر منها أي شيء آخر ".
ونقلت الصحيفة عن محللين أن الهدف الآن قد يكون محاولة للضغط على الجيش في مفاوضات من شأنها أن تسمح للإخوان بالمشاركة في الانتخابات وعدم الملاحقة. وأضافت أن مطالب الجماعة قد تشمل الإفراج عن مرسي والعشرات من قادة الإخوان الذين اعتقلوا في حملة واسعة منذ أطيح به.
وقال محمد البلتاجي، القيادي الإخواني الذي لجأ إلى الاعتصام، إن الجيش أرسل وسطاء يقترحون المشاركة في الانتخابات وعدم الملاحقة,لكن الإخوان رفضوا. وقال البلتاجي: "لن نتفاوض معهم إلا على أساس إنهاء الانقلاب وعودة الرئيس المنتخب".
ومن جانبه, قال المحلل بمجموعة الأزمات الدولية, ياسر الشيمي إن الجيش يتحمل جانبا من المسئولية عن المواجهة تهدد بتقويض الاستقرار في مصر لأجل غير مسمى. وأضاف: "المشكلة بالنسبة للإخوان هو أن الجماعة انحشرت ولا ترى سبيلا للخروج.. والاعتقالات والقمع تدعم موقفهم."