يوم أن أصدر المرسى المنتظر إعلانه الدستورى، كتبت على حسابى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر: والله العظيم يا مرسى مش حتكمل مدتك. فانزعجت اللجان الإلكترونية الإخوانية، وقال أحدهم لى: أنت حلفتِ على فكرة.. فأجبته: عارفة إنى حلفت، وعارفة إنى مش حاصوم 3 أيام. فاعتبر الإخوان هذا الكلام تهديدا من الفقيرة إلى الله لجماعة الإخوان وتداولوها على مواقعهم، مطالبين باعتقالى! لم أكن أهدد، لا لأننى أكره أن أهدد جماعة الإرهاب والتخلف، لكن لأننى، وللأسف، لا أملك تنفيذ تهديدى، فما سلطتى كى أجبر مرسى على عدم إكمال مدته؟ كل ما فى الأمر أننى كنت أستشرف المصير الحتمى لمنهاج مرسى فى الحكم.
بعد مذبحة بورسعيد التى علق عليها أحمد المغير بشماتة قائلا: اليوم قدم محمد إبراهيم أوراق اعتماده للجماعة. سجلت معى شبكة «يقين»، التى لم أكن أعلم أنها إخوانية، فقلت رسالة لمحمد مرسى: حرام عليك أنت وجماعتك، حييجى يوم اللى بدقن مش حيعرف يمشى فى الشارع، أنا نفسى مش حاعرف أمشى بحجابى ده.
وكتبت ذات المعنى مؤكدة عليه وكانت نيتى نصح الجماعة، وللمرة الألف بعد المليون استقبلت الجماعة نصيحتى بوصفها تهديدا! يبدو أن الجماعة تظن فى أَمة الله قوة خارقة، بدليل أن نائبهم الخاص اتهمنى بضرب 125 إخوانيا وعدد من ضباط الشرطة وحرق التوحيد والنور ومسجدَى «الحمد وبلال» وعدد من سيارات الشرطة والحافلات السياحية عقب أحداث المقطم، التى كررت فيها نصيحتى: مش حتعرفوا تمشوا فى الشارع.
نصائحى هذه لم تأت لأننى أملك أمرا أو نهيا على الشعب الذى خرج بالملايين يطالب بتنحية مرسى، أو على الأهالى الذين طفقوا يعترضون الميكروباصات وينزلون منها كل ملتح ليوسعوه ضربا، ولا لأننى بركة ومكشوف عنى الحجاب، لو أننى مكشوف عنى الحجاب لما خدعت فى الإخوان المسلمين كل هذا الوقت، ولا لأننى خارقة الذكاء، لأننى لو كنت خارقة الذكاء لما تصورت أن أبو إسماعيل والبلتاجى مناضلان حقيقيان يرغبان فى صالح البلاد فى يوم من الأيام. ولكن هذا الاستشراف كان يراه كل إنسان لديه الحد الأدنى من القدرة العقلية على الاستنتاج المنطقى، أى كل إنسان لا ينتمى لجماعة تقوم ببرمجته وحشو عقله بخيالات هلامية مبنية على قص الرؤى المختلقة.
الآن، وللمرة الأخيرة، أقول للجماعة حقيقة، اعتبروها نصيحة، اعتبروها تهديدا، احسبوها كما يحلو لكم أن تحسبوها: «لايموها بقى وبوسوا إيدكو وش وضهر إن الجيش هو من يقوم بدور الحائل بينكم وبين من يموج الثأر فى صدورهم، يتلمظون للفتك بكم».
قال لى أحد الأصدقاء الذى تسببت الجماعة فى إدخاله المشرحة عدة مرات: شايفة الإخوان؟ لولا إننا رجالة مش عيال كنا خلصنا معاهم.. بس الواحد مكبر السيسى عشان كبّرنا.
هناك مجموعة تحمل غلا وثأرا فى نفوسها من الجماعة، وتراكم هذا الغل والثأر منذ أحداث محمد محمود مرورا بكل نذالات وقاذورات وجرائم الجماعة وانتهاء بذبح الأهالى فى الطرقات، وترويع المواطنين وقطع الطرق، هذه المجموعة أيضا لا تنسى ثأرها مع طنطاوى، الذى لم يحمه سوى مرسى، لكن هذا الموضوع مؤجل الآن، وبالبلدى كده، مش الإخوان بس اللى معاهم سلاح، ولا الإخوان بس اللى عاملين فيها مجانين، البلد دى مافيش أكتر من المجانين فيها، ولا الإخوان هم من يمتلكون عقيدة استشهادية وحدهم.
الحقيقة أن عقيدة الإخوان الاستشهادية لا تخرج عن كونها لَتّ نسوان على المنصات، أما من أحدثكم عنهم، وهم لا يزالون قابعين فى البيوت لم يطأ أحدهم الشارع بعد، فقد أثبتوا بالأفعال والمواقف أن عقيدة الاستشهاد متغلغلة فى نفوسهم، وتانى بالعامية عشان تفهموا: يوم المنى بالنسبة لما السيسى يطلع يقول: مش أنا انقلاب؟ أنا غلطان واستاهل اللى أدخلت لكم فى حاجة.
آدى خارطة الطريق «تشك تشك» وآدى استقالتى، سلامو عليكو اصطفلوا. فى هذه اللحظة، وفى هذه اللحظة فقط، ستكون نهاية الجماعة إلى الأبد، وليغنى الحقوقيون أغنيتهم فلن يسمعهم أحد، دى عيال دافنة صحابها، واللى منهم مصاب، واللى منهم اتعذب على يد الإخوان، واللى منهم قضى ليالى وأياما فى سجن الإخوان ظلما، وألف من له تار فى البلد يا عتريس، ولا بيخافوا من ضغوط دولية، ولا بيتفرجوا على الـ«سى إن إن» أساسا، ولا بيتمولوا وخايفين على السبوبة.
ما تجهله الجماعة أن هذه المجموعة، وعددها يتزايد بتزايد جرائم الجماعة، غاضبة من تدخل السيسى أكثر من غضب الإخوان، لأنهم يرون أن السيسى حال بينهم وبين الأخذ بثأرهم، وأنقذ الإخوان من بين أيديهم، زهقوه بقى عشان يرميكوا فى حجر اللى مستنينكوا.. يا ريت.