إذن.. هكذا اختار الإخوان مشهد خروجهم من الساحة.. إختاروا أن يأتى هذا المشهد مذرياً وكريهاً بقدر الإمكان..
فها هم كل يومين يلموا نفسهم ويذهبوا لإثارة المشاكل فى حى ما أو ميدان ما فيخرج أهالى هذا الحى أو تلك المنطقة ليطردونهم منها ومعهم طبعاً مراسل قناة الجزيرة المشبوهة فيعودون إلى ميدان رابعة العدوية وهمه عاملين فيها مساكين ومضطهدين.. فى تلك الأثناء يكون القاتل السابق عاصم عبد الماجد مثلاً قد انتهى من فخدة الخروف اللى فى إيده فيصعد إلى المنصة ويبدأ فى بث سمومه فى هؤلاء المساكين الذين ساقوهم إلى الميدان ليختبئوا وسطهم من الملاحقات القانونية.. ثم بمنتهى الوقاحة والصفاقة يعلن هؤلاء الإرهابيين أنهم بصدد إرباك الحركة المرورية فى البلد فيخرجون إلى كوبرى 6 أكتوبر ويقطعوه بكميات هائلة من الطوب.. وفى نفس الوقت يقطعون ايضاً طريق صلاح سالم.. ثم تتدخل قوات الشرطة لإعادة فتح الطريق فيعتدى هؤلاء المقاطيع قاطعى الطرق عليهم ويشتبكون معهم.. ثم يعودون مرة أخرى إلى ميدان رابعة العدوية ومعهم برضه مراسلهم أو مراسل قناة الجزيرة الكريهة الذى يبدأ فى طرش عدد من الحوارات معهم فيما يسمى بالمستشفى الميدانى بتاعهم حول إضطهادهم وتبدأ الكاميرا فى استعراض مصابيهم الذين يشتركون جميعاً فى صفة واحدة.. أنهم غلابة ومساكين وتقريباً مش فاهمين فيه إيه اصلاً.. فهؤلاء هم الذين تم شحنهم من قراهم ومحافظاتهم ثم تم تسليمهم الوش الكرتون الذى ابتكره بتوع رابعة لمرسى وقالولهم تقفوا وترفعوه فوق ولما حد ع المنصة يهتف تهتفوا وراه.. وهؤلاء ليسوا محبين للشغب ولا كارهين للوطن ولا حاجة.. وإنما هم للأسف مجرد نسخ متشابهة من أحمد سبع الليل الفولى.. قالولهم أن من يقفون ضدهم دول يبقوا أعداء الوطن.. فصدقوا وتعاملوا مع الشعب المصرى بأسره كأعداء الوطن.. قالولهم إن اللى مش إخوان يبقى عدو للوطن فصدقوا من فرط بساطتهم وعدم معرفتهم بحقيقة ما يجرى على أرض مصر.. على الجزيرة ترى كائن حيطة طول بعرض يشرح بمسكنة مصطنعة وبتمثيل ردىء وبأفورة عبيطة كيف هاجمتهم القوات الأمنية لفتح كوبرى 6 أكتوبر الذى أغلقوه لإرباك الحركة المرورية فى البلد على حد تعبيرهم.. تصوروا.. إلى تلك الدرجة من المسخرة وصلت الأمور.. إنهم يشتكون من أن قوات الأمن ماسابتهمش يقطعوا الكوبرى ويوقفون حركة المرور ويقومون بتكسير الرصيف وإستعمال حجارته فى عمل جدران بعرض الطريق لإيقاف حركة السيارات.. يتم بعدها الإنتقال إلى ستوديو قناة الجزيرة العميلة لتبدأ المذيعة فى الولولة مع أى عضو من الجماعة على الإستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن مع المتظاهرين.. لتبدأ الشاشة فى التحول شيئاً فشيئاً إلى ما يشبه قناة التت للرقص الشرقى ( مع الإعتذار طبعاً لقناة التت ).. كان أحدهم يشتكى بمسكنة من أن الأهالى أبعدوهم من ميدان رمسيس بالإشتراك مع قوات الأمن.. طبعاً.. فقوات الأمن المجرمة لم تسمح بإغلاق ميدان رمسيس وإرباك الحركة فى البلد كلها وربما إيقاف حركة القطارات والسفر تماماً.. شفتوا إجرام قوات الأمن؟!.. وأهالى المنطقة لا يريدون تحويل منطقتهم إلى بؤرة إرهابية جديدة يستوطنها هؤلاء الذين لا يريدون لمصر خيراً.. شفتوا إجرام الأهالى؟!.. بينما المساكين من الإخوان وقطعانهم اللى كانوا يا حرام رايحين يقطعوا الطرق ويقفلوا الميادين ويربكوا حركة المرور فى البلد ( على حسب تصريحاتهم هم أنفسهم ) همه اللى طيبين وحلوين وهم فى النهاية الذين سوف يحصلون على تعاطف المذيعة من دول التى سوف تحصل بدورها فى نهاية الشهر على ثمن تلك الممارسات التى لا يمكننا إدراجها سوى تحت كلمة واحدة هى “العمالة”.. وسلملى على الإنقلابات اللى كل كام سنة بتحصل فى قطر بين الإبن وأبيه ثم بين إبن الإبن وأبيه اللى أطاح اصلاً قبل كده هو نفسه بأبيه ثم لا حس ولا خبر بينما تتحول ثورة مصر التى رصدتها كاميرات العالم أجمع إلى إنقلاب عسكرى.. وهنا طبعاً لن يمكننا التحدث عن حمرة الخجل أو عن الأخلاق.. فهؤلاء قد باعوا الأخلاق من زمان.. وأما فيما يخص حمرة الخجل فالماكياج الذى يضعوه قبل الطلوع على الهوا يتكفل بإزالة آثار أى حمرة خجل على أى خد من خدود هؤلاء المذيعات فى قناة الجزيرة التى أصبح مجرد تشغيلها كفيلاً بجعل ريحة المكان وحشة.. فللعمالة والخيانة والكذب رائحة.. وهى – لو لم تكونوا تعلمون – رائحة سيئة للغاية.. ربما أكثر سوءاً من رائحة ميدان رابعة العدوية نفسه!