ما إن نُشر مقالى عن أسامة يس الذى قلت فيه إنه أول قيادة إخوانية تعتذر علناً عن أخطاء الإخوان حتى انهالت علىّ التعليقات التى تشير إلى خطورة أسامة يس وكيف أننا يجب ألا ننخدع بحديثه، وكان أول من اتصل بى هو الصديق العزيز الكاتب الكبير جمال الغيطانى الذى قال لى إن من كتبت أنه صاحب ذكاء سياسى هو فى الحقيقة قاتل، وكتب الزميل العزيز حمدى رزق فى عموده أمس يذكرنى بما لم أكن قد نسيته، وهو حديث أسامة يس لأحمد منصور بقناة «الجزيرة»، والذى اعترف فيه بمسؤوليته عن قناصة الإخوان المعروفين باسم الفرقة 95، وطالباً منى ألا أنخدع بما يقوله.
أما المهندس أحمد رستم فقد كتب لى: أتحداه أن يذكر أخطاء حقيقية مما هو معلوم لدينا، موقف واحد يؤكد عدم ثقتى فيه: فى لقاء تليفزيونى أثناء انتخابات الرئاسة عرضت المذيعة مشهداً من قرية مصرية بها مخزن مفتوح علقت عليه صور مرسى ويخرج منه العشرات حاملين بطاطس فى كل ما يمكن أن يستخدم (طشت، حلة، قفص) وعندما سألته المذيعة عن ذلك قال إنه سوق خضار طبيعى مثل أى سوق فى أى قرية، فسألته: سوق يبيع البطاطس فقط؟ فأكد ببرود: اللى أنا شايفه سوق، فهل هذا رجل صادق يعترف بالخطأ؟ الإخوان دائماً كاذبون متبجحون.
وكتب إبراهيم سلامة: ما فعله الإخوان ليس مجرد أخطاء يمكن الاعتذار عنها، وإنما خطايا ومصائب وكوارث، بل جرائم، فأخطاء السياسة قاتلة وغلطة الشاطر بألف، ومن الشائع خطأ أن السياسى يكتسب احترام خصومه بالاعتذار، وكتب محسن البنا: هذه الجماعة تجيد توزيع الأدوار، وهذا الشخص هو مسؤول الفرقة 95 التى قتلت المتظاهرين فى التحرير، وكتب محمد بيومى: مش عارف إزاى فات عليك كيف نشأت هذه الجماعة، وتاريخهم الملىء بالدم؟!
والحقيقة أننى لم يفتنى تاريخ الجماعة من الاغتيالات الفردية إلى الفرقة 95، بل لم يفتنى أيضاً ارتباط أسامة يس بهذا الجانب من تنظيم الإخوان، والذى كان يشرف عليه خيرت الشاطر بشكل مباشر، وأسامة هو أحد التلاميذ المقربين منه، لكنى كنت أتحدث عن الاعتذار الذى كان أسامة يس أول من تقدم به من قيادات الإخوان، والذى تضمن فى طياته ما وجدت أنه بداية تخليهم عن محمد مرسى، وهو تصرف ينم عن ذكاء سياسى يرى الزميل حمدى رزق محقاً أنه أقرب إلى «الدهاء»، وما قلته هو أن ذلك ليس بغريب على أسامة يس وبعض أبناء جيله، والذى أعتقد أن مستقبل الجماعة ـ إن كان لها مستقبل ـ مرهون بهم وليس بجيل القيادات الحالى الذى تجمد فى فكره، وهذا كله لا علاقة له بالمحاسبة الحتمية وبالمسؤولية التاريخية عن الأخطاء أو الخطايا خاصة إذا كانت أيدى أصحابها مخضبة بالدماء.