ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

ثلاثون عاماً من الإعتصام فى رابعة!

-  
نشر: 15/7/2013 2:08 م – تحديث 15/7/2013 2:08 م

بعد مرور أكثر من حوالى 30 عام لم يعد أحد يتذكر على وجه التحديد كيف تطور الأمر ليصل إلى ما نحن عليه الآن.. الشيء الوحيد المؤكد الذى نعلمه جميعاً والذى لا يستطيع أحد نسيانه أن كل شيء قد بدأ فى 2013.. أما فيما يخص الكيفية التى تطور بها فتلك هى التفاصيل التى استطاع الزمن طمسها وتحويلها مع الوقت من بند الأمر الطاريء إلى بند الأمر الإعتيادى..

فبعد أن تأكدت جماعة الإخوان فى الأيام الأخيرة من تلك السنة السودا من تاريخ مصر التى تسلمت فيها الأمانة ولم تصنها أن الشعب خلاص طِهق وزِهِق وقِرِف وجاب آخره منها ومن أكاذيبها وفشلها وخداعها وفاشيتها ومرضها النفسى لم يعد أمامها سوى شحن قطعانها على ميدان رابعة العدوية للإعتصام هناك وللتأكيد على أنه «خدوا بالكو.. إحنا كتير والمنصة بتاعتنا نص المتحدثين عليها تقريباً قتلة سابقين ومحرضين على الفتنة ومطلوبين للعدالة وممكن نعمل عَوَء».. بعدها قامت الثورة وخرج الشعب ليلبى نداء الوطن ثم خرج الجيش ليلبى نداء الشعب.. وهكذا انتهت تلك الحقبة الأكثر سواداً فى تاريخ مصر والتى وإن كانت الحقبة الأقصر لأى إحتلال جاء إلى مصر إلا أنها كانت الأرخم والأرذل والأكثر فجاجة وجلافة ونطاعة على كافة المستويات.. المهم انتصرت الثورة وبدأت الأمور تسير فى مجراها الصحيح عدا ميدان رابعة العدوية الذى قرر المتواجدين فيه الإستمرار فى عرض مسرحيتهم الهزلية الرخيصة «مرسى مش حيسيب الكرسي» تحت رعاية قناة الجزيرة للإنتاج الفنى التى أصبح مجرد مشاهدة اللوجو بتاعها كافياً لجعل أى إنسان محترم يشعر بالغثيان..

مرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين ولا يزال الإخوان معتصمين فى مكانهم.. ونظراً لأن سكان منطقة رابعة بدأوا يشتكون من توقف حياتهم فقد تم تسوير مكان الإعتصام بجدران عازلة عالية لمساعدة كلا الطرفين على استكمال حياتهم.. لمساعدة سكان رابعة على استكمال حياتهم المدنية العادية ومساعدة معتصمى رابعة من الإخوان وتابعيهم على استكمال حياتهم الصحراوية.. ولمزيد من إشعار معتصمى رابعة بالأريحية فقد تم جلب كام حمولة رمل لتغطية أرضية الميدان بها لإضفاء لمسة من الجو الصحراوى على المكان وهو الأمر الذى قابله معتصمو رابعة بالترحاب..

تروى الأسطورة بعد ذلك أن أصوات الجعير الصادرة من المنصة إستمرت عدة أعوام ثم بدأت تخفت تدريجياً قبل أن تتلاشى تماماً.. حاول البعض إسترقاق السمع لمحاولة التعرف على ما يدور خلف تلك الجدران العازلة العالية إلا أن أحداً لم يستطع الإستماع إلى شيء..

مرت الأعوام وأصبح للبلد دستور محترم بينما تناوب على منصب الرئيس أربع رؤساء.. جاءوا جميعهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة لا مجال فيها للعبث سواء فى الصناديق أو فى العقول.. وبعد انتخاب الرئيس الخامس جاء القرار الحاسم بضرورة هدم الجدران العازلة حول ميدان رابعة العدوية خاصةً بعد انتشار الشائعات بين سكان المنطقة.. فبينما أكد البعض أن أشباحاً على هيئة البلتاجى وحجازى وعاصم عبد الماجد تحوم فوق المكان ليلاً.. أكد البعض الآخر أنهم يستمعون ليلاً إلى أصوات نحيب غريبة ومخيفة مصحوبة بصرخات تبدو وكأنها قادمة من أعماق الجحيم يتم فيها ترديد كلمة واحدة بشكل خافت ومتكرر ومخيف.. «شرعية.. شرعية».. وهكذا لم يعد هناك مفر من اتخاذ قرار حاسم بشأن إزالة الجدران العازلة خاصةً بعد أن بدأت الأعشاب والأشجار وغابات السفانا تنمو وتغطى المنطقة بأسرها بحيث لم تعد حتى الطائرات قادرة على رؤية ما يحدث على أرض الميدان.. وبناءً عليه تم اتخاذ القرار الحاسم..

فى الصباح كانت الحشود تحيط بالمكان بينما البلدوزرات منهمكة فى إزالة الجدران العازلة وبعد إحداث فتحة كبيرة فى السور.. كان الصمت يخيم على المكان.. وكان المعتصمون واقفين كما هم أمام المنصة وقد ابيضت شعورهم وتشابكت لحاهم ببعضها البعض مكونة غابات أشبة بغابات السفانا.. كانوا متجمدين فى أماكنهم كتماثيل من الشمع.. وبمجرد نفاذ أشعة الشمس إليهم لأول مرة بعد غياب ثلاثين عاماً بدأت التجميدة تفك.. وبدأوا يتحركون وهم ينظرون لبعضهم البعض بذهول.. بينما على المنصة كانت تجميدة صفوت حجازى قد بدأت تفك هى الأخرى.. وبمجرد قدرته على الحركة لم يكن يعلم أننا قد أصبحنا فى سنة 2043.. لهذا أمسك المايك وأخذ يصيح فى الجموع المذهولة أمامه.. «الشرعية الشرعية.. يا إما الحرب الأهلية».. وعندها أيقن المسؤولين أنه مافيش فايدة فى الناس دول.. فقفلوا الفتحة اللى فتحوها فى الجدار تانى.. ومشيوا!

التعليقات