
من هذه القضايا.. قضية استغلال الأزمات السياسية في الإتجار بالبشر وتجارة الرقيق الأبيض، حيث تشير أحداث الحلقة 4 و5 إلى تورط والد رأفت في قضية التجارة بالفتيات الأكراد الهاربات من قمع النظام العراقي للمعارضة الكردية في عام 85، 86، ونستنتج من خلال الأحداث أن "هجرس" يعمل على تسهيل هروبهن من العراق إلى مصر، ويسهل لهن العمل بالملاهي الليلية ومن ثم الأعمال المنافية للأداب رغم أنه صاحب شركة توظيف أموال تتدثر برداء الدين!
أما شركات توظيف الأموال.. فيتطرق لها سيناريو المسلسل من الحلقة 2، حيث يعود والد رأفت من غربته الطويلة في الكويت ليبدأ نشاطا جديدا يدر عليه أرباح خيالية من خلال العمل تحت عباءة شركات توظيف الأموال الإسلامية التي انتشرت وقتها، والتي تحولت إلى كارثة مع بداية التسعينات بعد أن أصابت الاقتصاد المصري بالشلل، وتسببت في خسارة آلاف المودعين لحقوقهم المتمثلة في ملايين الجنيهات، بما دفع الحكومة المصرية للتحفظ على أموالها والزج ببعض أصحابها إلى السجون.
ومن خلال شخصية طارق، الشاب المتدين شكليا، دارس العلوم الشرعية، الذي درس بالأزهر الشريف دون اقتناع منه، لمجرد إرضاء رغبة والده – يؤدي الشخصية عمرو يوسف- فيتجه للوعظ الديني، يطرح سيناريو "نيران صديقة" قضية مشايخ الكاسيت، المتعالمين، المتجرئين على الفتوى بدون علم راسخ وإجازات علمية حقيقية، وهي المشكلة التي تطورت وأفرزت أمراضا اجتماعية تضر بالدعوة حتى يومنا هذا، وتطورت لتتبلور في القنوات الدينية التي تعمل دون ضابط أو رقيب شرعي، وتقدم للناس أشباه المتعلمين الذين صدروا للمجتمع فكر التشدد والتطرف والإرهاب.
نيران صديقة، يشارك في بطولته، عمرو يوسف، رانيا يوسف، منة شلبي، كندة علوش، ظافر عابدين، محمد شاهين، سيناريو محمد أمين راضي، وإخراج خالد مرعي.