لا أظن أن أحداً يمكن أن يمر على تحركات الفريق السيسى مرور الكرام.. قراراته رسائل مهمة داخلياً وخارجياً.. بياناته رسائل بالغة الأهمية.. اجتماعاته رسائل ذات أهمية خاصة.. اجتماع الأمس بقادة القوات المسلحة والضباط والجنود له مغزى.. معناه أن الجيش إيد واحدة.. معناه أن العجلة لن تعود للوراء.. يبقى أن يتحرك رئيس الوزراء بالقدر نفسه.. الظرف يحتاج مواصفات خاصة!
انتظرت أن تؤدى الحكومة الجديدة اليمين الدستورية بداية الأسبوع.. لم يحدث.. قرأت أن «الببلاوى» حدد الأربعاء موعداً نهائياً.. يشغلنى عامل الوقت.. يشغلنى أن يكون هناك واقع جديد.. تحركات الإخوان تستهدف تعطيل الحكومة.. رئيس الوزراء يتصرف كما لو كان فى ظروف عادية.. نحن فى ظروف استثنائية.. هل يستوعب «الببلاوى» ما نحن فيه؟.. هل يستوعب تحركات الفريق السيسى؟!
من المهم أن تكون مؤسسة الرئاسة على قدر الحدث.. من المهم أن تكون رئاسة الوزراء على قدر الحدث.. فى الظروف العادية يستغرق تشكيل الحكومة أسبوعين.. الأمر مختلف حالياً.. ربما لأسباب لا تحتاج إلى شرح.. قد يكون الببلاوى بطيئاً.. لكنه يسعى لتشكيل حكومة محترمة.. من ملامحها الأولية تبدو محترمة.. لا نختلف عليها.. نوفر لها كل التأييد المطلوب.. فقط أتحدث عن الوقت!
المؤشرات التى وصلتنى تؤكد أننا إزاء حكومة سوف تعبر بالوطن.. حكومة كفاءات لا مكافآت.. لو كانت حكومة الثورة الأولى برئاسة شرف على هذا النحو، ما تعطلنا ثلاث سنوات.. لفت نظرى أنه استبعد رجال الأحزاب.. جبهة الإنقاذ استشعرت الحرج نظراً للظروف التى تمر بها البلاد.. حزب الوفد أيضاً رفض المشاركة.. حزب النور رفض.. معناه أن الصراع على السلطة ربما انتهى مؤقتاً!
أعجبنى أن هناك سيدات مرشحات لحقائب وزارية مهمة.. الثورة أثرت فى صانع القرار.. كانت المرأة إما لوزارة البيئة أو الشؤون الاجتماعية.. الآن تغير تفكيرنا.. المرأة لا تختلف عن الرجل.. هناك سيدات ترشحن لرد الاعتبار.. ليس لهذا السبب فقط، ولكن لكفاءتهن أولاً.. من هؤلاء درية شرف الدين، وإيناس عبدالدايم.. من الوجوه المحترمة طاهر أبوزيد لحقيبة الرياضة.. المؤشرات مبشرة!
تصورت أن هناك عددًا من الوزارات سيتم دمجها.. اكتشفت أن الحكومة المتوقعة شبه مكتملة.. تصورت أن الوزراء بين 15 و20 وزيراً.. اكتشفت أن الدنيا عادية.. كأنها لا حكومة ثورة، ولا حكومة انتقالية.. بإمكانى أن أضم وزارات كثيرة لبعضها، يرأسها وزير واحد.. باعتبار أنها حكومة انتقالية.. ما حدث يعنى أننا على أقل من راحتنا.. ليس هذا مطلوباً.. مفترض أن الثورة غيرتنا تماماً!
الثورة لم تحكم حتى الآن.. الشعب يتطلع إلى حكومة إنقاذ حقيقية.. يريد أن يستشعر التغيير فى الوجوه والسياسات.. ينبغى أن نرى آثار الثورة على دولاب العمل.. دولاب العمل فى الجيش يتواكب مع الثورة.. أتمنى أن تكون حكومة الببلاوى حكومة ثورة.. ساعتها سنعرف أن الثورة بدأت تحكم!