هذا المقال قد يُبطل صيامك ويُقلق منامك فلا تجازف بقراءته وانزل أسفل الصفحة وحِل «السودوكو» أفضل.. نطالب الجميع دوماً بتدبر القرآن وليس حفظه فحسب، ولكن البعض ترك «تدبر» القرآن الكريم واهتم بـ«تدبير» مصاريف الحشد! فى محاولة لاستنساخ النموذج الفنزويلى (الشعب يعيد الرئيس)، فإن لم يكن فالنموذج السورى (الشعب يضرب الجيش)، فإن لم يكن فالنموذج اليمنى (شعب مؤيد ضد شعب معارض ومن ثم خروج آمن)! ومن يظن أن هذه الحشود بالنسبة للمصريين هى البيت المسكون بالأشباح أو حتى بيت الرعب فى الملاهى، لا يفهم أنها بالنسبة لنا بيوت غير مسكونة تماماً مثل «بيت الكلاوى» أو «بيت اللوح»! الشعب المصرى لم يعد يخاف من أى بيت، وهذا هو «بيت القصيد»، واللى بيته من زجاج، يستخبى فى «رابعة»!
وسواء تجمعت الحشود فى رابعة أو خامسة أو حتى أولى ثانوى، الشعب قال كلمته، وعلى الجميع إما الإنصات أو الإعراض متحملاً مسؤولية نفسه بنفسه فى الحالتين، لأن قياداته ستحاول تركه مع أول فرصة على أول طائرة لتونس أو قطر فى صفقة خروج آمن.. و«الحشد» يستدعى «التغييب» الذى هو من أعراض «الجهل»، وهى أول البلاوى التى يواجهها الدكتور حازم الببلاوى.. للرجل مقال جميل نُشر منذ سنوات فى «المصرى اليوم» بعنوان (أريد أن أنتخب جمال مبارك)، ومن العنوان تم إيهام البسطاء أن الرجل من «شلة» التوريث، بينما المقال نفسه عبارة عن سخرية من مبارك وابنه والتوريث، وتحذير من أن «جمال» خطر على النظام الجمهورى واتهام صريح له بالتربح من المتاجرة فى ديون مصر! «المصرى اليوم» موجودة والمقال موجود، وهو- لهواة التسجيلات- بتاريخ الثلاثاء 7-9-2010! و«يكفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع»!.. وبسبب هذا الكذب والتضليل والتغييب، لا أظننا سنقبل بمصالحة إلا مع شباب الإخوان الأنقياء، أما الصقور، فمصالحتهم لا تلزمنا! فالشعب المصرى عرف طريق الشارع، ولن يهدأ ولن يساوم ولن يرتجف، فالأيدى المرتعشة لا تبنى دولة،
والأيدى الناعمة لا تطبق قانوناً، والأيدى الممدودة بالسلام لن تعانق الأيدى الممدودة بالسلاح بعد أن تحولت إلى أيدى ملطخة بالدماء، فهذه جماعات تغسل يديها قبل القتل وبعده! ولا أظن الدولة ستقف طويلاً مكتوفة الأيدى، خاصة بعد أن استفاق الشعب وتفهم أن الأيدى «المتوضئة» قد تكون «متواطئة»، فلم نعد ننخدع بالمظاهر.. لا نريد أيدى طويلة تسرق بلا حساب، ولا أيدى مرفوعة تَدَّعِى أنها تَدْعِى! نريد أيدى عاملة تخضب بالعرق وليس بالدم. لا مصالحة مع من يرفعون السلاح فى وجه من يرفعون أصواتهم، ويرتدون الأحزمة الناسفة فى مقابل من يلتحفون بعلم مصر.