
عندما فطرت بأمر الطبيب ...كادت أن تفقد حياتها في حادث تصادم بسيارتها.
نشأت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم في بيئة دينية ملتزمة بالعادات والتقاليد والمبادئ الاسلامية ..كان والدها الحاج ابراهيم البلتاجي يحثهم ويدربهم علي الصيام ..وعندما بلغت التاسعة من عمرها صدر الامر من والدها بضرورة الصيام واتباع تقاليده والبعد عن محاذيره .
سارت علي هذا النهج مقتنعة تماما بما يمليه عليها والدها ...فقد كانت تعاليمه صارمة حاسمة لاتقبل الجدال او الهزل..و بدأ يوضح لعائلته الاضرار الجسيمة من وراء الافطار في هذا الشهر الفضيل ..اخذ يحذر ان فاطر رمضان لابد الا يراه احد ولا يخرج مطلقا من منزله والا سيصاب بمكروه قد يودي بحياته ..ترسخت هذه المعاني والاسس في وجدان وعقل (كوكب الشرق ) ..ظلت حريصة علي تنفيذها والسير علي نهجها.
مرت الايام وتربعت ام كلثوم علي عرش الغناء العربي وتعددت المسميات وكثرت الالقاب ..وذاع صيتها واصبحت شهرتها تنطح السحاب ..ولكن تظل عقيدتها راسخة فيما يحدث لها من جراء افطارها رمضان.....وفي احدي شهور رمضان اضطرتها ظروفها الصحية ان تفطر رمضان ..فقد كان يتعين عليها تناول بعض الادوية في مواعيد محددة خلال فترة النهار..ما يصعب عليها الالتزام بصيام الشهر المبارك.
وكانت في فترة علاجها تحرص علي عدم مغاردة منزلها مهما كانت الظروف ..ولكن في احد الايام كانت الظروف اقوي منها .ففي هذه الاثناء كانت ام كلثوم تشغل منصب ( نقيبة الموسقيين ) ..وتشاء الاقدار ان يتطلب الامر وصولها الي مكتبها بمعهد الموسيقي العربية برمسيس لامر عاجل يتطلب حضورها هي شخصيا ..واستسلمت للامر ..وخرجت من بيتها وهي (فاطرة رمضان ) .. وتشاء الاقدار ان يقع صدام بين سياراتها وسيارة اخري وهي في طريقها الي مكتبها..تشاءمت ام كلثوم ..وعادت علي التو الي بيتها ..قررت ان تؤجل هذا الامر العاجل ..وان تؤجل العلاج ايضا كي تستطيع ان تصوم كل ايام شهر رمضان .