ما يفعله الإخوان الآن ضد الإرادة الشعبية.. هو إهانة جديدة منهم لمصر وشعبها.
لم يكتفوا بإهانة محمد مرسى عبر عام كامل للبلاد وشعبها وتاريخها.
ولم يكتفوا بإهانة الجماعة لكل المصريين عبر أدائهم الفاشل والمنحطّ فى إدارة شؤون البلاد.
لقد سطوا على ثورة 25 يناير.. وتحالفوا مع أى شخص ولو كان الشيطان للوصول إلى السلطة.
وما إن وصلوا إلى السلطة حتى استغلوها من أجل جماعتهم والأهل والعشيرة.
ومارسوا الفساد السياسى -وقد يُكتشف حجم الفساد المالى لقياداتهم خلال الفترة القادمة- وأتوا بأهلهم ونسايبهم لتولى المناصب المهمة فى الجهاز الوظيفى.. أو منحهم المكافآت والحصانات.. وكله على حساب الشعب.
فى النهاية حاولوا تحويل مصر إلى عزبة خاصة لهم يديرها قيادات مكتب الإرشاد، أو قل تحديدًا خيرت الشاطر.. وذلك عن طريق مندوبهم فى قصر الرئاسة الذى لم يكن له فى التور ولا فى الطحين.
تخيلوا أن يوجد رئيس ليس القرار فى يده، وإنما تأتيه القرارات من خارج الرئاسة ومؤسسات الدولة، من جماعته التى يدين لها بالسمع والطاعة ومنح مرشدها البيعة، لينفذها ربما دون أن يعلم عنها شيئًا.
إذن ما الفارق بين محمد مرسى وحسنى مبارك فى سنواته الأخيرة، إذ كان يسيطر عليه زوجته وابنه وشلّته.. وكانوا هم أصحاب القرار.
لقد تَحمَّل الشعب المصرى الكثير من الاستبداد والفساد، وجاء وقت حصوله على حقه، ومنح محمد مرسى وجماعته الفرصة لكى يكون حاكمًا عادلًا يراعى مصالح الشعب، كما أدى اليمين الذى حاول الالتفاف عليه عدة مرات، لكن مرسى فشل فى الحصول على الثقة بعد عام من الفشل لم يحقق فيه أيًّا من أهداف الثورة.. اللهم إلا أهداف الجماعة والمتحالفين معها من الانتهازيين الذين حصلوا على مكافآت وغنائم من الإخوان، لما أبدوا من تقديم خدمات وهم شخصيات لا تستحقّ شيئا، وكانت تسعى إلى ذلك مع نظام مبارك، لكنها فشلت.. فهى شخصيات انتهازية تحاول اللعب مع أى نظام.. ولكن الشعب اكتشفها أخيرًا مع الإخوان وفضحها.
لقد أهان محمد مرسى وجماعته مصر.
وأهان الشعب العظيم.
فلم يكُن من الشعب الذى أدرك فى 25 يناير 2011 أهميته وانبهار العالم به وبثورته السلمية، إلا أنه خرج ضد الإهانة ولاستعادة مصر مرة أخرى من الخاطفين.
لقد أطلقت الجماعة ومرسيها الكذب والضلال من أجل التمكين والسيطرة.
لقد أقصوا الجميع.. وأتوا بالفشلة والجهلاء للسيطرة والحصول على المكافآت.
لم يحصل الشعب على أى استحقاقات من الثورة الباهرة ولا من دعوة محمد مرسى.. اللهم إلا الخراب والمزيد من الفقر.. وتقزيم مصر وتلخيصها فى جماعة الإخوان فقط.. وعودة الإرهاب مرة أخرى عن طريق مكافأة الإرهابيين القدامى لاستخدامهم ضد الشعب، وإثارة الفتن بين أفراد الشعب.. حتى يصل الأمر إلى القتل على الهُوِيَّة.
لقد خرج الشعب بالملايين ضدهم.. بل إن قوى الشعب المختلفة تحالفت ضدهم بما فيها مؤسسات مهمة حاول مرسى أن تكون أداة فى يده ويد جماعته ضد الشعب، وإن انحازت فى فترات فإنها استفاقت أخيرا على الخراب الذى أوصله إلينا حكم الإخوان.. فكان لا بد من خلعهم.
لكن الإخوان ما زالوا لا يصدقون.
فما زالوا يتعاملون كتنظيم سرى.. يتحرك أفراده بإشارات من القيادات.. وتحت التضليل والكذب بأن المجتمع ضدهم.
ولا يزالون يتاجرون بالدين.. وتنقل قياداتهم إلى شبابهم أن غيرهم يحارب الإسلام.
إن قيادات الإخوان ما زالوا يهينون شبابهم الذين يتركونهم فى المعارك ويهربون.
إن الشعب الذى خرج فى ثورة ضد الإخوان لا يريد أن يُقصِى الإخوان أو غيرهم من المشاركة فى العملية السياسية أو فى القرار الذى ينقل مصر إلى مرحلة جديدة تأخرت كثيرا وكان لهم الفضل فى ذلك.. لكن الإخوان لا يريدون.. وتأخذهم العزة بالجهل.
ما زالوا يريدون الفتنة.
وقد تَعَوَّدوا الدم خلال تاريخهم.. فيريدون استعادته الآن.
إنهم يُصِرُّون على إهانة البلاد.