هناك غموض ما يلف الأحداث، فأنا لا أفهم لماذا تم اقتراح اسم البرادعى رئيسا للوزراء ثم تم التراجع عن ذلك بحجة رفض حزب النور للاسم المقترح؟ ومن هو حزب النور؟
ولماذا له كل هذه السطوة وهو الحزب الذى ليس له تاريخ ولا إنجازات سوى عملية تجميل فى أنف أحد أعضائه، وقضية «تحرى» لعضو آخر كان واخد المُزة على الصحراوى بيحط لها قطرة؟ ثم قال حزب النور إنه انسحب من خارطة الطريق، لكنه لم ينسحب من العملية السياسية! هذا الكلام يصعب على أمثالى فهمه.
تقول صحيفة «الوطن» إن هناك تسجيلات لمخاطبات بين السفيرة الأمريكية آن باترسون وأحد قيادات حزب النور، حيث طلبت الأولى من الأخير أن يستمر فى عرقلة العملية السياسية حتى «عودة مرسى»، أو كما أسماه شباب «فيسبوك» الساخر: المرسى المنتظر. طيب، لو افترضت صحة هذا الخبر، وحصول جريدة «الوطن» على هذه التسجيلات، من أين أتى حزب النور بهذه السطوة والقوة التى تمكنه من العرقلة؟ معلش يعنى.. حزب النور وحش.. إمشى يا حزب النور.
فلماذا تطيعونه أنتم جمعاء؟ هل وضع حزب النور الإعلان الأخير الغريب العجيب المريب؟ إعلان دستورى هو خليط من دستور الإخوان الذى أسقطناه بالثورة عليه، والإعلان الدستورى الذى وضعه المرسى المنتظر وكان إذانا ببداية سقوطه. جاء الإعلان الدستورى معتمدا لكل المواد التى كان وضعها ياسر البرهامى بيده فى دستور الإخوان المسلمين، لكن بالطبع حزبى النور و«مصر القوية» رفضا الإعلان الدستورى! طب أنتو مالكو أنتو؟ نحن رفضنا الإعلان الدستورى وما زلنا نرفضه لإنه دستور الإخوان الذى رفضناه وقبله حزب النور و«مصر القوية»، فلماذا يرفض حزب النور اليوم ما قبله بالأمس وقال عنه إنه أعظم دستور فى التاريخ؟ ولماذا تبدو موافقة حزب النور كرضا الأم؟
ألم ينسحب حزب النور من خارطة الطريق؟ فلماذا يكون له رأى فى رئيس الوزراء الآن؟ ولماذا يرفض البرادعى وزياد ويوافق على الببلاوى فيأتى الببلاوى رئيسا للوزراء؟ الدكتور حازم الببلاوى ينتمى إلى النظام الأسبق (وهذا طبعا غير النظام السابق)، سنه لا يسمح بأن يتولى أمور البلاد بعد أن قام شباب هذا البلد بثورة قدموا فيها تضحيات جسيمة، انتماءاته الفكرية تناقض أحد أهم مطالب الثورة، هى: العدالة الاجتماعية، ثم إن أحدا لم يقبل به سوى حزب النور!
ولماذا يمتلك رئيس جمهورية مؤقت كل هذه الصلاحيات المرعبة التى كانت أحد أسباب ثورتنا على المرسى المنتظر؟
ولماذا تعتمد موافقة حزب النور، ولا أحد يلتفت إلى اقتراحات حركة تمرد، التى بدأ أعضاؤها يطالبون البرادعى وزياد بهاء بالإفصاح عما حدث وعقد مؤتمر صحفى للتصريح والمكاشفة؟
فقد كانت اقتراحات حركة تمرد، التى أوهمونا بأنهم اعتمدوها، أن يكون رئيس الجمهورية المؤقت هو السيد المستشار رئيس المحكمة الدستورية، بصلاحيات محدودة، وأن يتم التوافق، بين القوى الثورية التى شاركت فى الحراك السياسى، لا بين القوى المجهضة لكل الثورات، على اسم رئيس للوزراء، يمتلك صلاحيات أكبر، وأن يتم تشكيل لجنة لكتابة الدستور أولا. ويحق لحركة تمرد، التى بذلت الجهد لطرح الثقة من الرئيس المعزول، ودعت إلى النزول فى يوم 30، وهى من قامت بكل الإنجاز والجهد الذهنى والبدنى، أن يكون لها رأى فى ما يجرى، لا أن نفاجأ بها تستغيث بالشعب والشخصيات السياسية التى تحظى بثقة الثوار أن تساندها أمام هذا التحطيم الغاشم لكل ما حلمنا به.
الآن يشعر الجميع بالإحباط طالما ندور فى حلقة مفرغة كل يوم بحجة جديدة. إلى جانب أننى لم أعد أصدق حجة حزب النور الواهية. فكيف يعلم الجميع أن حزب النور يجتمع بباترسون ويأخذ أوامره منها، وفى ذات الوقت تصر الرئاسة على الانصياع إلى مطالب ذلك الحزب وإدماجه فى العملية السياسية؟ ولو أن هناك تبريرا بأن حزب النور يهدد، فبم يهدد؟ هاه؟ هاه؟ هاه؟
إذا كانت تهديدات الإخوان التى أرهبت المجلس العسكرى الأول بقيادة طنطاوى لم تفلح فى إثنائنا عن الخروج عليهم، وإسقطاهم، والتسبب فى لوثة جماعية أصابت تنظيما دوليا مسلحا مدعوما من القوى العالمية، وقاعدين يا قلب أمهم فى رابعة دلوقت يكلموا نفسهم ويحكوا لبعض فى أحلام إن مرسى رجع، وهاك جماعة الإخوان المسلمين التى ظلت عامين تهدد بحرق البلاد، وبلغ بها التبجح أن قال مرسيها المنتظر: أمريكا معانا وما تقدروش تعملوا حاجة لأمريكا، ها نحن نثبت للعالم أجمع أنها مش النظرية يعنى. فهل تهديدات حزب صغير العمر والمقام كحزب النور تجدى معنا؟
اللى يخاف يروح... ومَن يتخذ من حزب النور ذريعة واهية سينكشف أمره.