لا إقصاء لأحد بالطبع.. ولكن أيضاً لا مصالحات على البحرى.. لا تصالح مع الذين يرفعون السلاح ويحرقون الوطن.. لا نريد أن تكون كلمة التصالح لعبة سياسية.. نريدها واقعاً ملموساً، ينقل مصر من مستنقع العنف إلى رحاب الاستقرار والتنمية.. نريد مصارحة أولاً.. نريد أن نكون صادقين فى التصالح.. غير معقول أن نرفع شعاراً لنعبر لحظة فقط.. مهم أن يكون الشعار فلسفة حياة!
أتفق مع المناضل بهاء الدين شعبان.. لابد من إقصاء كل من حرض على العنف.. أتفق معه أيضاً فى إلغاء تأسيس الأحزاب على أساس دينى. بعد ثورة 25 يناير حذرت من أمرين.. الأول: تأسيس الأحزاب على أساس دينى.. الثانى: إنشاء قنوات فضائية دينية.. قلت إنهما مقدمة لجريمة وطنية.. حدث ما توقعناه.. بعض التيارات غازلت التيار الدينى لأسباب انتخابية.. وقعنا الآن فى الفخ!
كل من حرض على العنف لا مجال له بيننا.. كثير من الذين أعلنوا التوبة عادوا، مارسوا العنف من جديد.. هددونا بالسحق.. هددونا بأن يرشونا بالدم.. نحتاج إلى مبادرة لوقف العنف ثانية.. يمكن التعويل على مبادرة الدكتور ناجح إبراهيم.. أتصور أنه صادق وشريف.. أختلف معه فى أهم بند، وهو إطلاق سراح محمد مرسى دون محاكمة.. إبعاده خارج البلاد، خروج آمن لا يستحقه أبداً!
مشكلة مرسى أنه منفوخ على الفاضى.. يتصور نفسه بطلاً قومياً.. لا يعرف أن الإخوان يلعبون به حتى اللحظة الأخيرة.. أبناء مرسى يعتقدون أن الجموع التى فى «رابعة» جاءت من أجل أبيهم.. هؤلاء جاءوا من أجل الجماعة.. الجماعة تدوس الأفراد كى تبقى.. بديع والشاطر يجمعان الشباب كوقود للمعركة.. يأتون بلقمة عيشهم.. كثير منهم يخاف من مغادرة المكان خشية الملاحقة!
مبادرة وقف العنف مطلوبة.. هناك نقاط فيها تحتاج إلى مراجعة.. أهمها الأحزاب الدينية والقنوات الدينية.. إنها وقفة واحدة.. «جزرة وقطمها الجحش».. لا أحزاب دينية ولا فضائيات دينية.. الفضائيات الدينية سبب الفتنة.. سبب إشعال النار.. من أهم القرارات التى صدرت غلق هذه القنوات.. لا يعنى ذلك أننا ضد الحريات وحق التعبير.. هذه الفضائيات لم تكن لها صلة بالإعلام المهنى مطلقاً!
الاستثناء فى مبادرة «ناجح وشعبان» لمن لم يحمل السلاح.. الاستثناء لمن لم يمارس العنف.. لمن لا يتحدث عن الزحف وترويع الآمنين.. نحن أحرص على الحريات من الإخوان.. نحن أحرص على حق التعبير من السلفيين والجماعة الإسلامية.. غير مسموح بالعبث بأمن البلاد.. غير مسموح بالعودة للأعمال السرية.. مصر مفتوحة للجميع.. من حق كل مواطن ممارسة حقه طبقاً للقانون!
الفضائيات الدينية أساءت للتجربة الإسلامية التى يتحدثون عنها.. أساءت قبلها للتجربة الديمقراطية.. أساءت أيضاً للتجربة الإعلامية.. أتحفظ على فكرة المشروع الإسلامى.. لا يوجد مشروع إسلامى.. الرسول لم يترك مشروعاً.. قال: «أنتم أعلم بأمور دنياكم».. الإخوان حين حكموا لم يقدموا شيئاً.. كنا أمام أكذوبة سرعان ما انتهت.. انتهى معها الإخوان.. انتهت معها الجماعة للأبد!
مبادرات الصلح على العين والرأس.. السؤال: بأى معيار نتصالح؟.. هل نقبّل بعضنا أمام الشاشات، واللى فى القلب فى القلب؟.. أم نضع أساساً سليماً للصلح؟.. لا تصالح قبل إلغاء الأحزاب الدينية.. لا تصالح قبل حظر الفضائيات الدينية.. سنبقى مصريين بغض النظر عن الدين واللون.. هذه هى الثورة!