رمضان شهر الخير والمحبة والعفو والغفران، وهو الشهر الذى تحرق فيه الذنوب.. هو فرصة لأن يتحول الإنسان لساعات طويلة لملاك طاهر لا يأكل ولا يشرب ولا ينقطع عن الذكر ولا يطرق أبواب الشر، وإذا نظرنا إلى أنفسنا فى رمضان نجد أننا إذا استطعنا أن نمتنع عن المباح لنا من نعم الله فمن الأولى لنا أن نمتنع عن الحرام بعد ذلك.. وأبواب الخير فى رمضان كثيرة ولا تنتهى ويستطيع كل منا الدخول من أى باب يشتهيه.
فرمضان هو الذى يفتح لنا أبواب الخير لوصل صلة الرحم المقطوعة، وهو الفرصة لنمسك ألسنتنا عن الأعراض، ويا ليتنا نرجع إلى الله عما نفعله من تراشق بالكلمات والخوض فى اللغو والأعراض، فنحن يوجد لدينا خلل فى المعاملات فيما بيننا ويجب أن نغتنم هذه الفرصة لنعود مرة أخرى لنحسن معاملتنا مع بعضنا البعض، وإن طبقنا هذا بشكل عملى وليس نظرياً فسنشعر براحة من داخلنا، وعندما تستريح نفوسنا ستهدأ كل أمورنا ونستطيع بعد ذلك أن نبدأ معاً فى إصلاح جميع شؤوننا ونبدأ فى إصلاح بلدنا، فلو أحب الناس بعضهم بعضاً لرضى الله عنهم وبارك لهم فيما يمتلكونه وفتح أمامهم السبل، ولينظر كل منا إلى ما يقترفه من ذنوب ومعاصى فى حق الله ورسوله، ويأخذ من هذا الشهر الكريم نقطة انطلاق للتخلص من هذه المعاصى والتوبة إلى الله، ولننظر فى أفعالنا الحسنة ونحاول أن نستزيد من عمل الأشياء الطيبة، فلنفك كرب المكروبين من حولنا، ونساهم فى نشر البسمة على وجوه المحتاجين، ولنغسل قلوبنا من الكبر والغرور والحقد والحسد وحب النميمة والغيبة والفحش وشهادة الزور، فلنتخذ من هذا الشهر الفضيل الدافع لنا لننتصر لأنفسنا ضد هوانا، وليعلم كل منا أننا لسنا بمفردنا فى هذا الكون فهناك مليار ونصف المليار مسلم وسبعة مليارات شخص من بقية العالم من حولنا، وكل واحد منا يجب أن يوضح الإسلام خلقاً وسلوكاً وكلاماً لسكان الأرض، فالعالم من حولنا يعرف صورة مشوهة عن الإسلام، فمن الواجب علينا توصيل الإسلام واقعاً وسلوكاً وخلقاً إلى من حولنا..
ونسأل الله الفلاح فى أعمالنا وأن يهدينا إلى ما يحب ويرضى.