ما إن تجمع أنصار الإخوان فى إشارة رابعة العدوية، يطالبون بإلغاء ثورة 30 يونيو وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، حتى هبطت عليهم الطيور الجارحة من الصحفيين الغربيين الذين يبحثون عن صيد ثمين ينفردون به.
وقد فتح الإخوان المعتصمون بإشارة رابعة العدوية ذراعيهم مرحبين بكل هؤلاء الكفرة الملاحيد بعد أن تأكدوا أنه ليس من بينهم طبعاً أى من الشيعة الأنجاس، لكن كان من بينهم أتباع دولة «صديقى العظيم شيمون بيريز» ـ كما وصفه محمد مرسى فى خطاب رسمى صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية.
وفى استقبال أتباع «الصديق العظيم» كان المتحدث باسم جماعة الإخوان صاحب اللسان «المعووج»، الذى يتحدث الإنجليزية بلكنة باكستانية ـ أفغانية غريبة علينا مما يضفى على حديثه صبغة جهادية لطيفة لا يشاركه فيها أى من قيادات الإخوان الذين تعلموا جميعاً فى جامعات أوكسفورد وكامبردج ويتحدثون الإنجليزية بلكنة الملكة إليزابيث حين تقوم بزياراتها الدورية لكفر أبوطشط.
وقد أوضح المتحدث واسمه جهاد الحداد، لأصدقائه الإسرائيليين الذين كانت جماعته تدعو لمقاطعتهم وإلغاء اتفاقية «السلام» مع دولتهم الصهيونية المزعومة وإغلاق سفارتها فى القاهرة، أن ما فعلته القوات المسلحة مع الإخوان هو نفس ما فعلته إسرائيل مع حماس، حيث رحبت بإجراء الانتخابات، ثم حين فازت فيها حماس ناصبتها العداء، لكن المتحدث الرسمى ذا اللكنة الباكستانية ـ الأفغانية الغريبة علينا، الذى تحدث عما فعلته القوات المسلحة، لم يتحدث إطلاقاً عما فعله عشرات الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين فى جميع أنحاء الجمهورية، ولم يشر بلكنته الباكستانية ـ الأفغانية أو بأى لكنة أخرى إلى ما فعلته جماعة الإخوان بمصر، وإلى أنه نفس ما فعلته حماس بغزة: خربتها أكثر مما كانت مخروبة.
وقد وصف مراسل جريدة «معاريف» الإسرائيلية جدعون كوتس الترحيب الذى لاقاه من الإخوان الواقفين فى إشارة رابعة العدوية، رغم أنها فتحت من يوم 3 يوليو وتحول لونها الأحمر، الذى أوقف حال البلاد عاماً كاملاً، إلى اللون الأخضر الذى ينبئ بالتقدم نحو المستقبل المشرق الذى طال انتظاره، وقال المراسل إنه تجول بحرية فى الإشارة وقابل عدداً من قيادات الإخوان، بعضهم أفصح له عن اسمه والبعض الآخر طلب عدم ذكر اسمه فى مقاله بالجريدة الإسرائيلية، ومن بين هؤلاء من وصفه الصحفى الإسرائيلى بأنه متحدث رسمى هو الآخر دون أن يذكر لنا اسمه ولا يصف لنا لكنته، والذى أوضح له أن الجيش المصرى فعل بهم أسوأ مما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين، وكان بذلك يشير إلى ما حدث عند دار الحرس الجمهورى، والذى قال الصحفى الإسرائيلى إن الجيش يحمل مسؤوليته للإخوان الواقفين فى إشارة رابعة والذين ما كان لهم أن يتقدموا نحو المبنى العسكرى، ولا أن يتهجموا عليه بالحجارة والأسلحة البيضاء والنارية، لقد استمتعنا طويلاً بلكنة متحدث الإخوان الرسمى الجهادية على قناة CNN وهو يؤكد للقناة الأمريكية، التى عرفت بالموضوعية الأمريكية ـ الإسرائيلية، أن ما حدث فى مصر يوم 30 يونيو هو انقلاب عسكرى وليس ثورة شعبية، لكننا لم نسمع أحداً من الإخوان أو غير الإخوان يبرئ ساحة إسرائيل مما فعلته بالفلسطينيين طوال أكثر من نصف قرن من الزمان، من قتل واعتقال وتعذيب ومصادرة أراض واضطهاد وتفرقة عنصرية، قائلاً إن الجيش المصرى استطاع فى يوم واحد أن يفعل أسوأ منه!!
لقد أورد جدعون كوتس، التابع لدولة «صديقى العظيم»، فى مقاله أن الواقفين فى إشارة رابعة ليسوا جميعاً من الإخوان وأن الكثيرين منهم قالوا له إنهم ليسوا إخواناً، لكنهم يدافعون عن شرعية الإخوان التى خربت البلد وجلست على تلها أعلى جبل المقطم، وقال إن عدد الواقفين فى الإشارة ما بين الإخوان ومن هم ليسوا إخواناً لكنهم يحترمونهم هو بضع عشرات من الآلاف دون أن يشير هو أو أصدقاؤه بجميع لكناتهم إلى عشرات الملايين الذين خرجوا إلى كل الإشارات والشوارع والميادين فى جميع مدن الجمهورية يطالبون الإخوان بأن يحملوا شرعيتهم فوق أدمغتهم ويرحلوا.