هناك أشياء فى ذلك العالم لا يستطيع عقلى الصغير إستيعابها.. يأتى على رأس تلك الأشياء حكاية المصالحة الوطنية والأفورة فى الحديث عن تلك المصالحة.. طبعاً المصالحة الوطنية شيء ضرورى ومهم ومطلوب.. ولكن.. مصالحة مع من؟!.. مع جماعات إرهابية لا تزال تهدد مصلحة الوطن وأمنه فى طول البلاد وعرضها؟!.. مع جماعات لا تزال قياداتها حتى تلك اللحظة تهدد الجميع – شعب وجيش وشرطة - وتتوعدهم بالمزيد من العمليات الإرهابية؟!.. مع جماعات لا تزال حتى لحظات الحديث عن الصلح تخاطب جهات خارجية ومنظمات دولية وجيوش أجنبية من أجل التدخل فى الشأن المصري؟!.. مع جماعات هددت ولا تزال تهدد الأمن القومى للبلاد؟!.. مع جماعات إئتمناها على البلد فباعتها لشوية إرهابيين سمحت لهم بالبرطعة فى طول البلاد وعرضها وقتل ابناء الشعب المصرى بمنتهى الدم البارد؟!.. مع جماعات خانت الثورة واقتحمت السجون المصرية وأخرجت السجناء ليعيثوا فى البلاد فساداً ورعباً وفزعاً وهلعاً؟!.. مع جماعات ارتكبت العديد والعديد من المذابح التى ألصقناها على مدار العامين والنصف بما اسميناه الطرف الثالث حتى حانت لحظة الحقيقة وحتى أنكشف كل شيء وبان لنكتشف أن الطرف الثالث الخفى هم الإخوان وعصاباتهم من حماس والجماعات الإرهابية المتمركزة فى سيناء؟!.. مع جماعات تخابرت واتفقت مع جهات أجنبية للعبث فى البلاد؟!.. مع جماعات كفرتنا وهددتنا وكدرتنا وطهقتنا فى عيشتنا؟!
مصالحة مع من؟!.. مع هؤلاء الأجلاف الذين هددونا وتوجهوا بأكفهم التى تقطر منها دماء المصريين إلى السماء وأخذوا يدعون علينا بالهلاك فى حضور السجين الهارب الذى عينوه رئيساً بعد تهديد البلد بحرقها إذا لم يصبح هذا السجين الهارب رئيس؟!.. مصالحة مع من لا يعرفون حياه أخرى بخلاف حياة المؤامرات والخدع والأكاذيب؟!.. مصالحة مع من يرون أنه «طظ فى مصر»؟!.. مصالحة مع من يرون أن المصريين ليسوا سوى حفنة من الفلول والمأجورين والبلطجية؟!.. مصالحة مع من يريدون هدم الجيش والشرطة والقضاء والتعليم والثقافة وكل شيء يمكن للبلد أن ترتكز عليه فى نهضتها المنتظرة؟!.. مصالحة مع من احتقروا الشعب المصرى بكافة طوائفه؟!.. مصالحة مع من كونوا ميليشيات مسلحة لتصبح جاهزة لترويع الشعب المصرى وللحرب ضد جيشنا العظيم؟!.. مصالحة مع من زوروا الإنتخابات الرئاسية وعقدوا صفقة مع طنطاوى برعاية أمريكية للوصول إلى الحكم؟!.. مصالحة مع المسؤولين الرسميين عن تنفيذ المشروع الأمريكى الصهيونى الخاص بتقسيم منطقة الشرق الأوسط والوصول به إلى ما اسمته الأخت كونداليزا رايس فيما مضى بمشروع الفوضى الخلاقة؟!.. مصالحة مع من يكذبون كما يتنفسون؟!.. مصالحة مع من لا تعنيهم مصر ولا شعبها ولا ناسها ولا ثقافتها ولا فنها ولا حضارتها فى شىء؟!
مصالحة مع من؟!.. مع حفنة من الجواسيس والعملاء والدخلاء على هذا الوطن العظيم؟!.. مع من لايزالوا يمارسون الكذب والإرهاب حتى لحظتنا تلك؟!.. مصالحة مع من أصبح الإرهابيين فى عهدهم بيطلعوا كضيوف فى البرامج التليفزيونية التى تتحدث عن مستقبل مصر؟!.. مصالحة مع من لم يكتفوا بخراب وتخريب مصر وإنما كمان أرادوا القعاد على تلها؟!.. مصالحة مع فشلة أشرار لا يضمرون خيراً لتلك البلد؟!.. مصالحة مع من؟!
أعلم جيداً أن الحديث عما يسمى بالمصالحة الوطنية حديث منطقى وعقلانى فى مثل ذلك الوقت.. إلا أنه أليس من المنطق والعقل أيضاً أن نفكر قليلاً فى المغزى من المصالحة مع حبة إرهابيين وجواسيس وعملاء؟!.. ولأن الحياه لا تزال مصرة على تصدير الوش العبثى الكوميدى لنا فإنه مصداقاً للمثل الشعبى المأثور «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا» فإن الإخوان وتابعيهم من الإرهابيين كمان – وللإمعان فى الكوميديا السوداء - مش موافقين على المصالحة.. طب أنا راضى ذمتكو.. عمركوش شفتوا مسخرة بالشكل دا؟!