ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

الموت حرقاً وسحلاً وتقطيعاً

-  

وسط الأحداث الكبرى التى مرت بها البلاد قبيل آخر يونيو، والناس تتوقع كل شىء أو أى شىء: العنف والحرب الأهلية والجيش. وقعت حادثة أبو النمرس فى محافظة الجيزة، أى بجوار القاهرة، وليس فى أقاصى الصعيد أو فى جبال سيناء أو عمق الصحراء، سحل وتقطيع وحرق خمسة مصريين، وسط جماهير مهللة ومشجعة وفرحة فى الاحتفال بالنصف من شعبان، كما تم شنق صدام فى ليلة عيد الأضحى، وسط تهليل جماعة صغيرة من العراقيين.

وهى أعمال همجية بربرية لا صلة لها بسنة أو شيعة. فالحياة فى كل الأديان قيمة كبرى، وصف من أوصاف الله السبعة الأولى: العلم والقدرة والحياة، والسمع والبصر والكلام والإرادة، بل من الثلاثى الأول. وهى أول مقصد من مقاصد الشريعة الخمسة: الحياة، والعقل، والحقيقة المعيارية المطلقة (الدين)، والكرامة وحقوق الإنسان (العرض)، والثروة الوطنية (المال). ولا يجوز أن يأخذ الحياة إلا من أعطاها.

وقد دفع إلى ذلك مشايخ التحريض فى المساجد والاجتماعات الألفية أو المليونية وفى القنوات الفضائية، بذقونهم الطويلة، وأعينهم البراقة، وأسنانهم الحادة، وأصواتهم الجهورة. والكل يزايد على الكل. يكشف عن جهل بالشريعة. فالحياة مقدسة قبل الإيمان بالعقائد. لا فرق بين «يهودية ومسيحية وإسلام». وقد هبّ الرسول واقفا عند مرور جنازة يهودى، وعندما قيل له إنها ليهودى قال لهم: أو ليست نفسا؟ وقد مر عمر وهو فى طريقه إلى القدس، ورأى كنيسا تطويه الرمال، أمر بتنظيفه وتعيين قائم عليه يصرف له معاشا من بيت المال.

ومصر بلد التسامح ورعاية الجيران ورعاية الأقليات- شيعة أو يهودا أو أقباطا، فهم جزء من الأمة، طبقا للشريعة وكما هو معروف من ميثاق أهل المدينة الذى جمع الناس كلهم، مسلمين ونصارى ويهودا ومجوسا فى ميثاق واحد، ألا تعتدى كل طائفة على الأخرى، والمساواة فى الحقوق والواجبات.

كما حرمت الشريعة التمثيل بالأجساد، وأمرت بتكريم الموتى غسلاً وكفنا وحلقا لعانة الميت، وحملاً على الأعناق ودفناً. يموت كريماً، كما عاش كريماً، ويُبعث كريماً. وتؤخذ الصور ومقاطع الفيديو لعمليات التمثيل. وتوزع على المحطات الفضائية المحلية والإقليمية والدولية، ليشيعوا أن هذا هو الإسلام، دين همجى بربرى. وهو لم يتخل بعد من تهمة العنف والقسوة فى الحدود، وعدم المساواة بين الرجل والمرأة، وسائر الصور السلبية كالحجاب والنقاب والمكوث فى المنزل لتربية الأولاد ومتعة الزوج، وتعدد الزوجات، والشهادة والميراث للنساء، والسبايا. وهى أبواب مازالت فى كتب الفقه. ولا يجرؤ أحد على إعادة التفكير فيها، مع أن هناك أدلة نقلية مضادة، وهى أنه لا يحرق بالنار إلا الله.

وإذا غابت الشرطة، غابت الدولة. وأخذ كل إنسان حقه بيده. وجعل من قوة عشيرته وأهله خير قانون. فالحق هو القوة، والقوة هى الحكومة على عكس شعار ثورة 1919 القديم «الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة». وفى وسط الأزمات: طوابير الخبز والبنزين والسولار. والأيام الأخيرة فى عمر النظام تبرز حادثة قتل المصريين الشيعة أمام سمع وبصر الجميع. وتحولت القرية إلى مذبح لتقطيع الخرفان وشيها، وحرق المنازل ومن بها لتنظيفها من سوء عقائد بعض المصريين.

وعقائد الشيعة مثل باقى العقائد، نشأت فى ظروف تاريخية معينة، وكذلك عقائد الرافضة التى تسود سلطنة عمان. والشيعة على عدة أنواع: الزيدية فى اليمن، والجعفرية فى مصر، والعلوية فى الشام. وأقرب المذاهب الشيعية إلى مذهب أهل السنة هم الجعفرية. وكان الشهداء الخمسة منهم. وزعيمهم يخطب فى مساجد أهل السنة عشرات السنوات كما كان الواحد منا، من أهل السنة، يخطب فى مساجد الشيعة فى الخليج: فى الإمارات، والبحرين، وقطر، واليمن والعراق. ومادام الشيعة يوحدون بالله فهم مسلمون مثل أهل السنة، ولا يجوز قتلهم أو طردهم خارج الديار الإسلامية. والغريب أن ذلك يحدث فى وقت يحدث فيه تقارب بين السنة والشيعة، بين العرب والإيرانيين لمواجهة الأخطار المشتركة (أمريكا وإسرائيل) وفى وقت يُنصب فى الحكم فى إيران التيار المعتدل بعد سقوط التيار المحافظ المتشدد، وبعد الثورات العربية التى أحدثت تقاربا بين العرب والإيرانيين، فكلتاهما ثورتان إسلاميتان.

والعقائد بجميع أنواعها فى كل الديانات نشأت فى ظروف تاريخية معينة، كما يعلم ذلك علماء الاجتماع الثقافى أو الدينى، أو الاجتماعى أو السياسى. فقد نشأت اليهودية فى ظروف تكوين الشعوب القديمة. وقد كان اليهود عدة قبائل توحدت فيما بينها فى حلف حتى تستطيع الوقوف أمام القبائل الأخرى. ولمزيد من طلب القوة، حولت هذا الحلف من المستوى الأفقى إلى المستوى الرأسى، فأصبح حلفا بين القبائل والله. وجعلوه غير مشروط، يعطى، ولا يأخذ، أحادى الطرف. الله يعطى، ولا يطلب شيئا. وكذلك نشأت عقائد الشيعة فى الإمام المنتظر الذى اختفى خوفا على حياته، ثم يعود فى آخر الزمان لينصر الحق على الباطل. وهو إمام معصوم فى مقابل أئمة العصيان. وكان كل ذلك رد فعل على عقائد المنتصرين بجعل الإمامة فى قريش، وأن من خرج على إمامه فقد عصى، وكفر. وقد ظُلم علىّ. واستشهد الحسين حربا، والحسن خديعة. وقد حاربت أم المؤمنين عليا، وكرمها على بعد هزيمتها. وكلها اختيارات سياسية لا خطأ فيها ولا صواب. إنما الصواب للقوة. والمسيحية أيضا وعقائدها من صنع التاريخ: التثليث، وقد كان شائعا فى الديانات القديمة، السلطة الكنسية، بدلا من السلطة الرومانية، التوحيد ووحدة العرب والإنسانية جمعاء، ووحدة القوى الإنسانية ووحدة المجتمع. فإلى متى تظل عقائد الماضى طاغية على العصر؟ ولماذا لا يفرز العصر عقائده فى ظروف اجتماعية وسياسية مغايرة، احتلال فلسطين وأفغانستان، نظم القهر والاستبداد، الاعتماد على الآخر فى الغذاء والسلاح، مخطط التفتيت والتجزئة الذى يلف الوطن العربى فى العراق والشام والسودان والصومال، والثقافة التقليدية التى لم تتغير، على الرغم من تغير العصر بما يقرب من ألف عام.

مازالت نفسية السجين هى السائدة على الحركة الإسلامية، ومازال الجناح المحافظ هو المسيطر فكريا وسياسيا على نظم الفكر والعمل. والثورة لا تكون إلا إذا كانت أولاً ثورة فى العقائد.

التعليقات