تتعلم الشعوب كما يتعلم الأفراد مما يمر عليهم من تجارب، فمن التجارب نتعلم الدروس ومنها نستقى العبر، وفى رأيى أن أكبر درس علينا أن نتعلمه من تجربة العام المنصرم هو أن علينا احترام صوتنا الانتخابى وعدم التهاون فيه كما درجنا طوال السنوات الماضية.
إن الملايين التى خرجت يوم 30 يونيو مطالبة برحيل النظام الفاشل الذى جثم على صدورنا عاماً كاملاً، هى نفسها التى قبلت أن تمنح جماعة الإخوان صوتها فى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، والحقيقة أن دافع الجماهير فى ذلك تنطبق عليه كل الأوصاف إلا أنه دافع سياسى، فقد منح بعض الناخبين أصواتهم للإخوان لأنهم ظلموا سنوات طويلة وعانوا من ويلات السجن، أو لأنهم وقفوا بجوار المحتاجين فى محنتهم بما كانوا يقدمونه من خدمات اجتماعية، وبعضهم منحهم صوته نظير بعض «المنح» الانتخابية العينية، لكننا لم نسمع عن أحد منحهم صوته لأنه وجد لديهم سياسات قادرة على حل مشاكل البلاد التى تراكمت على مدى السنوات، أو لأنه اقتنع بما عبروا عنه من رؤية سياسية/ اقتصادية/ اجتماعية متكاملة للمرحلة المقبلة.
وقد كانت هذه الجماهير ـ وليس الأعضاء المنظمين داخل الجماعة ـ هى التى منحت الإخوان الأغلبية التى أوصلتهم إلى مجلس الشعب ثم إلى الرئاسة، لكن الجماهير أصيبت بخيبة أمل كبيرة لا تلوم فيها إلا نفسها، فكيف يشكو ناخبو الإخوان اليوم من أن الجماعة لم تقدم حلولاً لمشاكل الجماهير، ولم تتبع سياسات تضمن تقدم البلاد، وهى لم تنتخبها أصلاً على هذا الأساس؟
كيف تشكو الجماهير من أن الإخوان لم يقدموا لها ما لم تطالبهم به قبل الانتخاب؟
إننا ندفع اليوم من خلال عام كامل من الفشل والتردى ثمن إهدار أصواتنا الانتخابية، وبدلاً من أن نلعن الإخوان لأنهم أوصلونا إلى ما نحن فيه. علينا أن نعى الدرس ونعرف أن الصوت الانتخابى بعد ثورة يناير 2011 أصبح له قيمة، وأن نتعامل معه من الآن فصاعداً بقدر أكبر من المسؤولية حتى لا ندفع ثمن ذلك غالياً.