حتى وكالة الأنباء الرسمية «أ.ش.أ» كرهوها.. توقفوا عن التعامل معها منذ اليوم الأول لتولى مرسى.. فضلوا التعامل مع وكالة الأناضول.. بما يثبت ويؤكد أنهم جماعة غير مصرية.. جماعة تعمل لحساب الخواجة.. تسلم أدق أسرار الدولة ومعلوماتها وتفاصيلها لوكالة أنباء أجنبية غير وطنية.. وحتى الوطن عندهم لا يساوى جناح بعوضة.. الإسلام أولاً.. ويا ليتهم يعرفون الإسلام.. هم يعرفون الشوم والمطاوى والمولوتوف والقناصة والكذب والغدر والتقول على الآخرين والبكاء على اللبن المسكوب!
أتيحت لهم أعظم فرصة لحكم مصر.. أم الدنيا.. منبت الحضارة.. أصل التاريخ.. منشأ الإنسانية.. فسلموها لقمة طرية لتنظيمات القاعدة والتكفيريين الجدد، أنصار شكرى مصطفى وسيد قطب.. هم يطلقون على أنفسهم اسم الإخوان من باب الدلع.. تماماً كما تطلق خالتى أم بعجر على ابنها اسم الباشا.. من باب الدلع اسمهم إخوان.. وهم فى الحقيقة الجماعة اليمينية الأشد تطرفاً فى الإسلام السياسى.. وقياداتهم أو مكتب إرشادهم من جماعة العشرة.. أو الجماعة التى قضت فى السجون عشر سنوات.. فخرجت أكثر تطرفاً وحقداً على المجتمع وعلى مصر أم الدنيا التى يريدون حكمها والسيطرة عليها بالحديد والنار.. وهل عرفت الآن معنى عبارة «طظ فى مصر».. والرجل كان يعنى العبارة.. مصر عندهم لا تساوى شيئاً.. هى فقط بلد المنشأ..
ونقطة البداية نحو الخلافة الإسلامية.. شعب مصر لا يعنيهم فى شىء.. الناس والأرواح والرموز والشعارات غير مهمة.. هم يهتمون فقط بالزملاء فى الإسلام.. حماس والقاعدة والجهاد وغيرها.. وهل أدركت لماذا لا يحتفون بالسلام الجمهورى؟ لأنه غير مهم.. لا يعنى شيئاً عندهم.. وهل عرفت لماذا أهملوا العلم الوطنى فى قمة انتصارهم السياسى بإعلان مرسى رئيساً.. ورفعوا بدلاً منه أعلام القاعدة السوداء وأعلام السعودية الخضراء؟ لأن العلم الوطنى لا يعنى لهم شيئاً.. إنهم يرفعونه وقت الحاجة والاستجداء.. كما يرفعونه هذه الأيام.. يتسولون به مشاعر الجماهير.. يوصلون رسالة بأنهم يحبون الوطن.. فى نزاعهم على الوطن مع القوى الوطنية المدنية التى تحب بلادها بحق وحقيقى..!
معركتهم الدائرة الآن ليست من أجل نصرة الإسلام.. وإنما من أجل فرض السيطرة.. وقد أخذوا على غرة، فباتوا خارج سدة الحكم.. يستنجدون بقيادات فقدت تاريخ الصلاحية.. قيادات تبدل آراءها طبقاً لاتجاه الريح.. وتبعاً لحسابات المكسب والخسارة.. يستوردون العون من بلاد برة.. وعندما استمع القرضاوى لمرسى لأول مرة فى حوار تليفزيونى.. كان فيه متشدداً يدافع عن أفكار سيد قطب.. سأل محمد سليم العوا: من هو؟ قال «العوا» إنه من جماعة العشرة.. قال القرضاوى: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ضاعت جماعة الإخوان المسلمين.. الآن القرضاوى يدافع عن محمد مرسى، بوصفه رمزاً للإسلام السياسى..!!
وسوف تظل الأحداث مشتعلة طالما لا نتعامل معهم بحسم.. وهم يستخدمون كل الطرق.. كل الوسائل.. والغاية تبرر ما يفعلون.. وهناك من يجند المرتزقة والبلطجية.. واسألوا «نخنوخ» الذى أطاحوا به فى السجن حتى لا يفضح أوراقهم.. ولا يكشف عن علاقات مريبة بقادتهم.. وعن توريد البلطجية بالجملة والقطاعى.. لزوم الانتخابات.. وأحداث الثورة، والطرف الثالث يقتل غدراً.. فى واقعة الجمل وماسبيرو ومحمد محمود.. اسألوا «البلتاجى»، شريك «نخنوخ» يا جماعة..!!
إن المعركة الآن معركة تليفزيونية موجهة لخارج البلاد.. من أجل كسب الخواجة إلى صفوفهم.. لا يهم أبداً الرأى العام المصرى.. لأنه ليس معهم أصلاً.. معركتهم فى الخارج.. وحتى لو وقع ضحايا بالعشرات أو المئات.. المهم عندهم نقل صورة مصر تعيش الفوضى.. وأن الجيش يقتل النساء والأطفال الرضع ساعة الصلاة.. ولا مانع أبداً من الاستعانة بصور من سوريا أو العراق.. الإخوة «مفضوحين بجلاجل».. ولاؤهم ليس لمصر أبداً.. ولاؤهم لمن يدفع ويمول.
كلهم ضد التيار الليبرالى.. جماعة الإخوان فى تحالف سرى عقائدى مع السلفيين مع تيار أبوالفتوح.. كلهم ضد تيار التقدم وفصل الدين عن الدولة.. كلهم يروننا علمانيين كفرة.. كلهم اتفقوا على أن ما حدث فى الحرس الجمهورى هو مذبحة مدبرة.. حتى أبوالفتوح نفسه.. لم يكلف واحد منهم خاطره للسؤال والتأكد.. كلهم يقفون لنا على الواحدة.. ويتمنون الغلط.. والبرادعى عندهم لا يصلح.. وبهاء الدين أيضاً.. وحتى لو قدمت لهم لبن العصفور لن يرضوا عنك أبداً.. واستبعادهم من الحوار واجب إذن.. وعلينا معاملتهم معاملة الفلول والثورة المضادة..
لنتركهم وراءنا ونمض للأمام.