مشهد الهجوم على مبنى الحرس الجمهورى أمس، يعيد مشهدا قديما، هو ذاته لهؤلاء المدَّعين كَذِبًا وبُهتانًا، إسلامًا وجهادًا.
مشهد محاولة اقتحام الكلية الفنية العسكرية عام 1974 حين اعتقد إرهابيو الجيل السابق أن اقتحام مبنى عسكرى يدفع إلى سقوط الجيش وبناء دولة الخلافة.
«الإخوان» -كما هى دائما- إذن غبية وإرهابية وخائنة.
ترمى أبناءها ممسوحى العقل مغسولى الدماغ للموت المجانى، حتى تحوِّلهم إلى ضحايا، تتاجر بهم وتتلاعب بدمائهم.
جماعة خائنة لا تجد أى مشكلة فى ضرب ومواجهة جيش بلدها الوطنى، وتسعى لاستنزافه وتحاصر منشآته بلا ذرة من وطنية.
جماعة إرهابية تروِّع وتقتل وتستبيح الدم، تماما كما محمد مرسى الذى لم يجد أى حرج فى أن يشعل فى بلده فوضى ونارًا ودمًا من أجل الكرسى ومقعد الحكم، وثمنًا لفشله المريع الشنيع.
الإخوان المجرمون خطر على الأمن القومى بمنتهى الصفاقة.
الإخوان يهددون السِّلم الأهلى ويسعون إلى بث الفوضى.
إذن.. هل يمكن السكوت عن هذه الجرائم الإخوانية التى يحاول أن يغطيها أطراف التيار المتأسلم، سواء من مدَّعى اعتدال، وهو حصان طروادة للتطرف والتخلف والجهل، أو أحزاب متاجرة بالدين منذ لحظة إنشائها تحت رعاية وولاية أمريكا وأوامرها إلى مسؤولى المرحلة الانتقالية عقب ثورة يناير؟
إذن المهمة الآن -كما قلنا- توافُق ووِفاق وطنى وسياسى مع الجميع، بشرط أن لا يكون أفرادٌ أو جماعاتٌ متورطين فى الإجرام أو التغطية على جرائم الإخوان، يشمل ذلك كل من قام بإدانة محاولة الإخوان بث الفوضى وإراقة الدم والدعوة للموت من أجل مرسى.
التيار المتأسلم والمتمسح بالدين والمدعى منهم اعتدالا، قد انكشف كذبه وأنه منشق عن خيرت الشاطر وليس مختلفا عن «الإخوان» وتنظيمها، أما الذى يتبنى الرواية الكذابة للإخوان، سواء أمام دار الحرس الجمهورى أو خزعبلاتهم فى «رابعة العدوية»، وأما هؤلاء الذين يستخدمون مساجد الله مساجدَ ضرارٍ، ويحولونها إلى مراكز للإرهاب، وأما من يريد تقويض إرادة الشعب المصرى الثورية فى ٣٠ يونيو عبر محاولة إفشال المسار الإصلاحى الديمقراطى، فهؤلاء لا مكان لهم.
لا توافق ولا وفاق مع مجرمين أو متواطئين.
ثم إن الرئاسة لا بد أن تكون حازمة حاسمة أمنيًّا.
لا نريد أيادىَ مرتعشةً يا سيد عدلى منصور.
لا نريد أيادى مترددة.
لا نريد سكوتًا بدعوى الهدوء.
لا نريد قبولا بدعوى الاحتواء.
لا نريد تجاهُلًا بدعوى التوافق.
لا نريد رخاوة بدعوى المسايسة.
لا نريد إقصاءً لسياسيين.
لكن نريد استئصالا لإرهابيين، بمن فيهم تلك الأحزاب التى تشكلت تحت ضغط أمريكى سافر على أساس دينى، فلا وجود لأحزاب دينية فى أى دولة محترمة.
لن ينفع ما كنا نظنه ينفع.
بل لا بد من التأكد أننا إزاء خَوَنَة وقتلة، وليس جماعة سياسية متمسحة بالدين.