
قيم الانتماء واللواء ..والتآخي . والانصهار. والذوبان مع الآخر.
وقد أصبجت أغنية (ياحبيبتي ..يا مصر ) للفنانة شادية (قيثارة الغناء العربي ) تتصدر الموقف والمشهد ..فقد اتخذت النشيد الوطني المعبر علي نبض الشارع بما فيه من احداث سواء كانت احداثا سياسية او رياضية او اجتماعية فبرغم مرور مايقرب من 43 عاما علي ولادتها واذاعتها.. الا انها مازالت تغني وتلهب المشاعر في كل ميادين مصر وجميع محافظاتها.
وعلي الرغم من غياب الفنانة شادية ما يزيد علي الربع قرن الا انها حاضرة بروائع فنها وصدق ادائها وسمو مشاعرها وحلاوة وعذوبة صوتها.
وهذه الاغنية (يا حبيبتي ..يامصر ) شدت بها الفنانة شادية من كلمات الشاعر محمد حمزة و الحان بليغ حمدي ..وهي واحدة من اروع الاغاني الوطنية التي تغنت بها ..و أول اغنية قامت بتسجيلها وغنتها شادية في عام 70 في حفل عام بعد توقفها عن الغناء او اقامة اي الحفلات فترة طويلة..وظلت شادية تترنم بكلمات (باحبك يامصر ) فترة طويلة الي ان استجاب لها القدر وتحقق النصر عام 73.
ولم تغب شادية عن اي مناسبة وطنية بل هي دائما الحاضرة الحاشدة المفجرة للهمم والداعمة للعزم ..ففي عام 70 وفي شهر ابريل بعد ضرب العدوان الثلاثي الاسرائيلي لمدرسة (بحر البقر ) الابتدائية غنت (الدرس انتهي ..لموا الكراريس ) من كلمات صلاح جاهين والحان سيد مكاوي فقد كانت لهذه الاغنية ابلغ الاثر في وصف المشهد الانساني المروع الذي اصاب اطفال في عمر الزهور وهم لاذنب لهم و لا جريرة.
وفي اعقاب النكسة وفي عام 71 غنت والام يعتصرها اغنية (يا ام الصابرين ) من كلمات عبد الرحيم منصور والحان بليغ حمدي ..فرغم الالم والوجع والانكسار الذي اصاب كل مصري الا انها خرجت تشد من العزم وترفع الروح المعنوية للجنود علي خط النار.
لم يثن عزمها او يفتر حماسها يوما فهي في المقدمة .. كانت تذلل العقبات امام الانتهاء من اغنية وطنية .. لايمانها الراسخ بأهمية هذا النوع من الاغاني لدي ابناء شعبها الوفي، ففي عام 76 اي بعد انتصارات اكتوبر المجيدة بثلاث سنوات ..لم يغب عنها مشاركة الامة العربية جميعها فرحتها ..وانتصارتها ..فغنت وشدت باروع ما كتب الشاعر مصطفي الضمراني اغنية (واتغير الزمان ) ..وكانت هذه الاغنية شهادة ميلاد لملحلن جديد واعد هو الموسيقار الراحل عمار الشريعي .. الذي راهنت عليه شادية بلحنه الاول.. وتنبات له بمستقبل باهر وشأن عظيم.
لم تكن اغانيها مرتبطة فقط بالانتصارات والانكسارات ..بل هي حاضرة تعشق شعب مصر ومعايشة مناسباته السعيدة المبهجة ..ففي 25 ابريل من عام 1982 وفي الذكري الاولي لاسترداد ارضنا الغالية بسيناء قامت تلهب المشاعر وتبعث امل الانتصار وتوقد العزيمة وتشعل الهمم باغنتها الرائعة التي تشع بهجة وتفاؤل بالغد القادم اغنية (مصر اليوم ..في عيد ) من كلمات مصطفي الطائر وتوزيع الملحن جمال سلامة ..التي جعلتنا بحق نعيش فرحة العيد وطقوسه بمجرد سماع هذه الاغننية البهيجة.