من المضحكات في هذا الزمن العجيب أن تجد من يحاول التعامل مع الشعب مفترضاً فيه الغباء والسزاجة وكأن هذا الشعب لم يقم بثورتين أبهرتا العالم مرتين بسبب تحضر هذا الشعب وذكائه وقدرته على التمييز بين الصدق والكذب والمراوغة، غير قدرته المبهرة على التعايش وقبول الأخر المختلف معه في كل شيء أذا توافقوا يوماً ما على شيء كرحيل مبارك ومن بعده رحيل مرسي.
الحقيقة الواضحة والتي يعلمها الشعب نخبة وعامة أننا لم نرى أياً من هؤلاء الذين أصبحو قيادات وأعضاء في «حزب النور» يوماً في تظاهرة ضد ضد مبارك ونظامه وداخليته وأمن دولته قبل وأثناء ثورة ٢٥ يناير أو بعدها ضد ما تبقى من نظام مبارك وورثه المجلس العسكري لكنهم في الحقيقة هم الفريق الذي حرم الخروج على الحاكم، والتظاهرة الوحيدة التي خرج فيها هذا التيار كانت في بدايات ٢٠١٠ والتي تدعى تظاهرات «كاميليا»، حيث خرجت تندد بتسليم الأخت كامليا زوجة كاهن من محافظة المنيا إلى أيدي الكنيسة حال ذهابها لنشر إسلامها في ساحة الأزهر الشريف ومشكلة تسليم الأخوات للكنيسة بعد إسلامهن، والتي بعدها خرجت كاميليا نفسها لتنفي تلك الأكاذيب على حد قولها، ضاربتاً بتظاهرات ونفير هؤلاء عرض الحائط .. ورغم إدعائهم المستمر برفضهم لأسلوب حكم محمد مرسي وجماعته الإرهابية بسبب إقصائهم عن السلطة بعد الوعود الكاذبة إلا أنهم لم يتظاهروا يوماً ضده ولم يشاركوا خلال ثورة ٣٠ يونير ضد محمد مرسي وجماعته بل صرحوا يومها أنهم يرفضون رحيل مرسي إلى من خلال الإنتخابات الرئاسية القادمة، بل تكشفت الحقائق التي لم ينكرها أحداً، بل وقف أمس النائب السابق عن حزب النور «محمد محروس» على منصة رابعة ليؤكد للحضور أن أكثر من ٩٠٪ من قواعدهم الشعبية شاركين الأن هنا في التظاهرات المؤيدة لشرعية محمد مرسي.
الحقيقة أنه فور إعلان القوات المسلحة إنتهاء مدة الـ ٤٨ ساعة التي أعطاها للرئيس المعزول والمعارضة وبعد أن طلب الدكتور «البرادعي» الذي فوضته الثورة ممثلاً عنها من الفريق عبد الفتاح السيسي بأن يطلع «حزب النور» على الخارطة المستقبلية لما بعد مرسي لأنه لا يريد إقصاء أحد من المشهد .. هرول قيادات هذا الحزب إليهما ووافقوا على الفور على ما تم من إتفاقات بهذا الشأن .. الأمر الذي كان يبدوا مريباً ومخيفاً ولم يلتفت إليه أحد بسبب حسن النوايا.
اليوم بات كل شيء واضحاً للجميع .. فحزب النور يلعب بالنار التي ستحرقة كما حرقت الجماعة التي سبقته.. حيث يعتقد أنه بعد ثورة يونيو سوف يحل محل الجماعة في صدارة التيارات الإسلامية وتكون الجماعة التي حتماً سترضخ للأمر الواقع وتعود للمشهد السياسي من جديد حليفته.. بعد أن كان هو حليفها بعد ثورة يناير .. فيريد أن يقصي البرادعي ممثل الثورة بأكملها وأياً من هؤلاء الثوار من المشهد كما فعلت الجماعة ويركب الثورة بفرضه أسماء «فلولية» بعينها تدير الدولة الأن ويكون هو صاحب الفضل عليها ليضمن ولائهم إليه .. لكن هيهات فقد تعلمنا الدرس جيداً ولن يلدغ هذا الشعب المؤمن من جحر الخيانة مرتين .. هؤلاء من أصحاب اللحى المائلة آن الأوان أن يتركونا نبني مصر كما نشاء .. فقد أخذتم فرصتكم كاملة وفشلتم أمام المصريين في كل شيء بعد أن وضعوا أمالهم وأحلامهم ومطالب ثورتهم بين أيديكم .. كونوا مصريون أولا بحق ووقتها سنعطيكم فرصة أخرى في أن تحكمونا.
آن الأوان يا بهية أن تطفئي نور الخيانة وتعيدي الحق لأصحابه في تلك اللحظة الثورية.
لن تقوم لكي يا بهية قائمة إلى إذا حكمت الثورة وشبابها فهم ضمائركي الحية.
طفي «النور» يا بهية
مقالات -
نشر:
8/7/2013 2:51 ص
–
تحديث
8/7/2013 2:51 ص