كرَّر أوباما: الديمقراطية ليست فقط انتخابات. التعليقات الآتية من الجانب الآخر من العالم قالت ذلك. كلها تقريباً. بما فى ذلك التى لم يعجبها تحرك الجيش فى مصر. عبارة أوباما لابد أن توجَّه لوسائل إعلام ومحطات فى بلدى الثانى. الولايات المتحدة. لا تستطيع أن تستوعب ما يدور فى مصر. خرجت عشرات الملايين تضغط على الجيش لكى يتحرك. كانت انتخابات بطريقة غير تقليدية. هو انقلاب شعب وليس انقلاب جيش.
الانتخابات خطوة فى الديمقراطية. مرحلة من بين مراحل. وسيلة لا غاية. الإخوان استخدموا كل المعتقدات والأدوات. لا غاية ولا وسيلة. مطية. فعلوا ذلك بالدين أيضاً. قالوا إنهم الدين. استبعدوا الآخرين. تصريح محمد بديع بشأن شيخ الأزهر وبابا الكنيسة يقول ذلك. أين ما قال من تصريحات ناعمة سابقة. حالة ارتباك كبيرة. الملايين التى خرجت للشوارع كانت تصلى خلال المظاهرات. رأيت مذيعاً فى قناة فضائية دينية يسخر من صلاة المعارضين. لا يرى أن من حق الآخرين أن يُصلّوا. وصف صلاتهم بالنفاق. الموجودون فى ميدان رابعة العدوية يعتقدون أنهم حماة الإسلام. الإخوان يتصدرون هذا المنطق.
استخدم الإخوان الانتخابات. حصل مرشحهم محمد مرسى على أغلبية هشة. لم يكمل الـ٥٢٪. تصرف كما لو أنه حصل على تفويض شعبى كامل. الديمقراطية تعطى الحق للفائز أن يتصرف. لو كان فائزاً بصوت واحد. تفرض عليه كذلك أن يراعى الذين لم يعطوه أى صوت. قبل مَنْ انتخبوه. مرسى ظن أن الصندوق منحه الحق بأن يتصرف كما يشاء. لم يستجب لأى طلب. لم يقبل أى رغبة. رفض كل رجاء. خرج المصريون جميعاً ليقولوا له كلمتهم. الذين لم ينتخبوه. بينهم كان كثير ممن انتخبوه. الأكثر من لم يذهبوا للانتخابات. وجدوا أن البلد سُرق بينما هم فى بيوتهم. كان رئيساً مرؤوساً بامتياز.
الانتخابات ليست صكاً بأن تفعل ما تشاء. ليست دليلاً على انعدام الديكتاتورية. كم من طغاة وصلوا مقاعدهم بطريق الانتخاب. هتلر كان منتخباً. موسولينى كان منتخباً. عانت أوروبا لسنوات طويلة من ويلات هذا وبطش ذاك. شكراً للإنسانية لأنها أتاحت وجودهما. نتذكر من خلالهما أنه ليس كل منتخب يتمتع بالصلاحية. الأمم تخطئ. الشعوب يمكن أن تُخدع. لا يتأخر وقت التصحيح. الشعوب الذكية هى التى تلحق نفسها. المصريون أدركوا فوراً حجم الكارثة. لم يُبقوا مرسى فى موقعه إلا عاماً. كان يريد السنوات الثمانى. لم يعمل من أجل ذلك ليوم واحد. أنصاره كانوا يعتقدون أنه فاز مرة وسيفوز الثانية. سيأتى من بعده رئيس ينتمى لنفس تيارهم. قرروا أن يغيروا التاريخ. أقصد المصريين.
استخدم مرسى الحقين بقصد سيئ. الدين والديمقراطية. وظَّف الدين للسيطرة على عقول البسطاء. وظَّف الديمقراطية لإيهام الناخبين. ظهر على حقيقته. تظهر جماعته على حقيقتها الآن. مؤيدوه يقتلون الصبية. يطلقون النار على الناس فى الطرقات. الجميع يشاهد هذا على شاشات التليفزيون. لو بقى فى الحكم وأصر المصريون على معارضته لظهر أولئك يقتلون المعارضين. إذا كانوا يقتلونهم بعد أن تركوا الحكم!!