الإخوان ومؤيدوهم هرونا كلام عن المشروع الإسلامى، وتصرُّفات تخالف كل ما هو إسلامى... وعلى الرغم من صراخهم بالمصطلح طيلة الوقت، فإنهم بتصرّفاتهم، أساؤوا إلى الإسلام بأكثر مما يمكن أن يسىء إليه الكفار كارهو الدين... استعِدْ ذكرياتك معى، وحاول أن تنتزع نفسك من نفسك، وتتصوّر أنك شخص أجنبى، يسمع منهم عن المشروع الإسلامى، ثم يراهم يهاجمون المتظاهرين بالشوم والجنازير والأسلحة البيضاء، ويحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامى، لأنهم لا يؤمنون بحرية الإعلام، فى حين تقوم قنواتهم بتكفير كل من لا ينتمى إليهم، وتحضّ على الفتنة طوال الوقت، ثم يحاصرون المحكمة الدستورية، معتدين على استقلال القضاء، حتى لا يُصدِر حكمًا مخالفًا لإرادتهم... يرى وجوهًا مكفهرَّة غاضبة، ويسمع ألسنة مهدَّدة متوعّدة... ويفزع، ويخاف، ويعادى المشروع الإسلامى، ويتصور أن هذا الاستبداد هو الإسلام... ويا للمصيبة! ودعونا نعُد إلى التجربة الإخوانية، ونستعِد ذكريات قريبة... فمنذ عام أو يزيد، كانت لجماعة الإخوان شعبية كبيرة، وكان ملايين يؤمنون بأن الخير سيأتى على يديها، إذا حكمت البلاد... ثم حكمت الجماعة... وعندما حكمت، كانت أمامها فرصة لتصنع من نفسها، ومما أسمته كذبًا بالمشروع الإسلامى، أسطورة، ليس فى العالم العربى والإسلامى فحسب، ولكن فى العالم أجمع، لو أنها حكمت بالعدل والقسطاس والحكمة والموعظة الحسنة... ولكن قيادات الجماعة المسنَّة، الممتلئة حقدًا وغلًّا غلّبَت حقدها ومشاعرها، وروح الانتقام فى أعماقها، على مصلحة الوطن... وحتى على مصلحة الجماعة، وراحت تنتقم وتهاجم وتتشفَّى، وتجنِّد كل ما تحت أيديها من سلطات، يمتلكها عبدها على مقعد الرياسة، للهيمنة على الدولة ومؤسساتها، وأخونة كل سلطاتها، لضمان بقائها إلى الأبد، جاثمة على أنفاس هذا الشعب، الذى وصفه بيان القوات المسلحة بأنه لم يجد من يحتضنه أو يحنو عليه، ومتناسية متاعبه ومعاناته وآلامه، ومحطمة كل آماله وأحلامه... ثم وقعت فى نفس الخطأ، الذى وقع فيه مَن قبلها، فاستهترت بالشباب، وبالمعارضة، وتجبّرت وتكبّرت، وطغت، على كل فئات الشعب بلا استثناء، حتى المخابرات والشرطة والجيش... وختامًا، وما دام الحديث عن الذكريات، ومع الاحترام للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، دعونى أقُل: «أنا شفت الحكم الإخوانى، بيدنس نسمة أوطانى، منظر قطّعنى وبكّانى، خلّانى كرهت أعيش تانى، وف عَلَمى داريت دمع هوانى... إزَّاى أوطانى الجبارة، محكومة بمرشد وسفارة، ولنص حماس فيها إدارة، وعقول مختلة ومغرورة، تنهب فى بلدنا المقهورة... وصحيت على ثورة، بهرت الدنيا، ولقيت أوطانى حكمها فى إيديا، والناس قدامى بتنادى عليا... قوم قوم قوم... قوم ارفع راسك، واشبع حرية... وارفع راسك فوق.. فوق قوى.. أنت مصرى.. بكل الفخر».
ذكريات «2»
مقالات -
نشر:
7/7/2013 10:48 ص
–
تحديث
7/7/2013 10:48 ص