لم أكن أتمنى أن يأتى اليوم الذى يصل فيه الإخوان إلى ما وصلوا إليه الآن من عنف وجريمة.
.. فقد صدّعونا بأنهم نبذوا العنف.
.. وأنهم مسالمون وسعوا إلى دمج أنفسهم فى الحياة السياسية.. وتعاطف معهم جميع القوى السياسية.
.. بل وقف الكثير من القوى الحيوية فى المجتمع معهم ضد استبداد نظام مبارك، وطالبوا مرارًا وتكرارًا بحقّهم فى الوجود بالحياة السياسية والتعامل معهم باعتبارهم قوة سياسية غير محظورة، كما كان يضعهم النظام وقتئذ.
.. وتنكّروا لكل ذلك بعد سطوهم على ثورة 25 يناير.
.. وتحالفوا مع الجميع ضد الثورة والثوار.
.. تحالفوا مع جنرالات معاشات العسكر.. وأرهبوهم.
.. تحالفوا مع جماعات العنف والإرهاب.
.. تحالفوا مع الفساد والفاسدين «بعضهم الآن يبلغ فرارًا».
.. كل ذلك من أجل السلطة.. والتمكين بعد إقصاء جميع القوى الحية فى المجتمع.
.. وأدخلوا البلاد فى أزمات عديدة.. فلم تكن أعينهم أبدًا على الشعب أو الوطن.. وإنما كان همهم الجماعة والأهل والعشيرة فقط.
.. وتحالفوا مع الشيطان من أجل ذلك.
.. فلم يجدوا أحدًا يمكن أن يخدمهم أو يستفيدوا منه إلا وتحالفوا معه.
.. ووصل الأمر إلى بناء تحالف قوى مع الولايات المتحدة التى لم يتركوا أى مناسبة فى السابق إلا وسبّوها.. وكانوا يتهمون نظام مبارك بأنه «أمريكانى».
.. ولكنهم وضعوا أنفسهم فى خدمة واشنطن من أجل تمكينهم.. وهو ما تحاول أن ترده الآن الإدارة الأمريكية لهم من الحديث عن الثورة التى خلعت محمد مرسى بأنها انقلاب، ويتناسون الآن الدور الذى فعله الجيش أيضًا فى انحيازه إلى الشعب فى التخلّص من مبارك.. وخرج الجميع ليصفها بأنها ثورة شعبية.. بمن فيهم الإخوان الذين ذهبوا للتحالف مع جنرالات العسكر لإجهاض الثورة.
.. ويا للغرابة التى يدعون فيها الآن أيضًا «ثوار.. ثوار.. سنكمل المشوار».
.. وتحالفوا أيضًا مع إسرائيل.. والذين كانوا يدعون دائمًا أنهم سيذهبون إلى إسرائىل بالملايين للجهاد وتحرير القدس.. وما أن سطوا على الحكم.. فأمسكوا عن هذا الحديث.. بل تحوّلت إسرائىل إلى الصديق والحليف.. ومن هنا تجد تل أبيب تدافع عن مرسى والإخوان.
.. ومع هذا تجد شباب الإخوان المغرر بهم يخرجون ويمارسون جرائم وقتلًا ضد المتظاهرين السلميين الذين شاركوا بتظاهرهم السلمى فى عزل مرسى وخلعه.
.. ويعود الإخوان إلى أصوليتهم فى العنف، ليؤكدوا أنهم «إخوان كاذبون».. و«إخوان مضللون وإخوان مجرمون».. وإن كان كلامهم فى السابق عن نبذهم للعنف هو نوع من سياساتهم «النجسة» للسيطرة وتقديم أنفسهم فى صورة من التضليل، وعلى هذا الأساس خانوا القوى الوطنية.. ويعقدون الصفقات خلف الستار.. وقد فعلوا ذلك فى أيام حكم مبارك.. وفعلوا ذلك مع مجلس عسكرى مبارك.. وفعلوا ذلك خلال سيطرتهم على الحكم.
.. ما يفعله الإخوان ومرشدهم المختبئ.. وقياداتهم المرتعشة الآن.. والتى تحرك أصابع الإرهاب، هو إجرام فى حق الشعب المصرى.. وفى حق الوطن.
.. إنهم يسعون إلى العودة إلى الخلف مئات السنين.
.. إنهم مجرمون.
■ ■ ■
■ ممدوح شاهين: بدلًا من أن تجرى محاسبته على مشاركته فى الفساد السياسى الذى تم خلال الفترة الانتقالية لجنرالات المعاشات وكذلك مشاركته للإخوان.. يعود مرة أخرى ليشارك فى هذه المرحلة.
فممدوح شاهين أحد الشخصيات التى شاركت فى الخراب الذى جرى خلال الفترة الماضية.. ويجب أن يجلس فى بيته «على الأقل» فى هذه المرحلة.