«وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن». هكذا أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وهو يعرض خارطة الطريق للفترة الانتقالية القادمة في مصر.
قالها الفريق السيسي، لأنه يعي ضرورة عدم تقييد حرية الإعلام وأنه عنصر مهم في عملية التحول الديمقراطي وله دور مهم في بناء الوطن وتعزيز مبدأ المواطنة والحفاظ على السلم الاجتماعي وأن حرية الإعلام لا تعني الفوضى.
وهنا وجب وجود ميثاق شرف إعلامي لما عانى منه الإعلام المصري من انتهاكات في الفترة الماضية، أثرت على أداء وسائله وألقت باللوم عليه.
فهناك قنوات تم استخدامها كمنابر لسب كل تيارات المعارضة والعمل على إثارة الفتن من خلال خطاب الكراهية والتحريض لاستخدام العنف والدعوة للقتل وإراقة الدماء. وهذا النوع من الخطاب منصوص عليه في الدول الأوروبية الديمقراطية (التي نحتذي بها كمثال في حرية الرأي والتعبير) على أنه جُرم يعاقب عليه القانون.
فالتناول الإعلامي يجب أن يكون على أسس وقواعد مهنية وليس من خلال أسلوب فوضوي وتناول بالألفاظ المشينة أو التشهير أو الإساءات الشخصية أو ممارسات الكذب والتضليل.
وكان أيضًا هناك في بعض الأحيان خلط بين دور وسائل الإعلام في التنوير والتوعية والحياد في التغطية الإعلامية والتحيز لمواقف سياسية واضحة وعرض وجهة نظر واحدة والتجاهل التام لوجهات النظر الأخرى.
كما عانى الإعلام الحكومي من انتهاكات، نظرًا لتبعيته للحكومة المصرية. فكان يتعرض لكثير من الضغوط السياسية في تغطيته للأحداث أو في استضافته لضيوف لتحليل الأحداث، مما أدى في كثير من الأحيان لتقديم ضيوف وخبراء لا يتمتعون بقدرات فنية وسياسية وإعلامية رفيعة أثرت سلبًا على حرص المواطنين على متابعتها.
كما تعرضت وسائل الإعلام نفسها لانتهاكات عدة من تهديد بغلق قنوات وسحب تراخيص، لنقدها وكشفها عن فساد وانحرافات وتهديدات بغلق الصحف أو غلق مقراتها.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن سقف حرية الإعلام قد ارتفع بعد ثورة يناير وأصبح الإعلام من القوى المؤثرة، لذلك لابد من وجود ميثاق شرف إعلامي، للحفاظ على هذه الحرية وعدم المساس بها أو سوء استغلالها من قبل بعض الأطراف. سوف يضع ميثاق الشرف قواعد للعمل الإعلامي بمختلف اتجاهاته من أجل ممارسة المهنية والمصداقية وسيحمي الإعلام من الهجوم المستمر عليه ويدعم وجود إعلام هادف بعيدًا عن تصفية أي حسابات.