لا أريد أن ألتفت ورائى، ولا تشغلنى رقصة المذبوح فى الشوارع.. «مرسى» شىء من الماضى.. جماعة الإخوان شىء من الماضى.. نظام الإخوان انتهى إلى غير رجعة.. عملياً «مرسى» فقد شرعيته قبل اندلاع الثورة.. الآن نحن أمام واقع جديد.. لدينا رئيس مدنى، هو رئيس المحكمة الدستورية العليا.. لم يفرضه الجيش.. فرضته الثورة.. كل ما فعله الجيش أنه صدق على خارطة الطريق!
لا الجيش يحكم ولا هو يدير.. غداً عندنا رئيس وزراء يدير البلاد، بالتعاون مع الرئيس.. عندنا مؤسسة رئاسة وطنية لكل المصريين.. ليست لفصيل دون آخر.. انتهى زمن الأهل والعشيرة.. شبكة «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان» أكدت أن فترة حكم الرئيس المعزول اتسمت بـ«اللامبالاة التامة» بمطالب الشعب وبـ«استيلائه» على العملية الانتقالية.. كان هذا سر غضب الملايين!
الكلام عن الانقلاب العسكرى كلام خايب.. بالأمس طلبت على فضائية «سى. بى. سى» ضرورة إذاعة صور الثورة التى التقطتها طائرات المراقبة الجوية.. الصورة أبلغ دليل.. أبسط رد على الداخل والخارج.. الجيش نزل بعد هذه الثورة الباهرة.. حفاظاً على الأمن القومى للبلاد.. ثانياً قال إنه سوف يطرح خارطة المستقبل ويشرف عليها.. معناه أنه ضامن وليس صاحب الفعل الثورى ولا غيره!
ولأنى لا ألتفت إلى هذا الهراء، ولا إلى أكاذيب البيت الأسود، سوف أتوقف عند الموقف العربى والإقليمى.. الموقف العربى الرائع لم يأخذ حقه.. يذكرنى الموقف العربى فى ثورة 30 يونيو بالموقف العربى فى حرب أكتوبر.. العرب بعثوا برسالة إلى الإدارة الأمريكية.. قالوا إنهم يؤيدون الثورة.. يؤيدون جيش مصر ويرفضون الضغوط عليه.. يرفضون التلويح بقطع المعونة الأمريكية!
التحية واجبة لخادم الحرمين الشريفين.. التحية واجبة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد.. التحية واجبة لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، وولى عهده الشيخ محمد بن راشد.. منذ اللحظة الأولى أرسلوا برقيات التهنئة.. نظام مرسى مزّق أواصر العلاقات بيننا وبين أشقائنا.. قدمتُ لهم اعتذاراً فى اليوم الأول.. نظام الإخوان كان يهدد بضرب استقرار الخليج، ليفرض سيطرة الجماعة!
دعكم من موقف أوباما.. أوباما سيركع اليوم أو غداً.. سيخضع لإرادة الشعب.. فى أمريكا يلومونه: كيف تحتفل بعيد الاستقلال، وتحرض، فى الوقت نفسه، على الاستبداد؟.. دعونا نحتفل بانتصارنا.. دعونا نبنى بلدنا.. دعونا نطهر بلادنا بالديتول.. الإخوان أهانوا الجيش والمخابرات، وأهانوا القضاء والإعلام، وأهانوا الأشقاء.. تصرفوا بغباء.. مرسى نفسه تصرف بلامبالاة لا تليق بمصر!
فارق كبير بين من يحمل الأعلام فى الميادين، وبين من يحمل السلاح ويروع المواطنين.. فارق كبير بين من يبنى ومن يهدم.. كيف يحكم الوطن من يهدمه؟.. كيف يحكم شعباً من يروعه؟.. أى غباء هذا؟.. كيف يستقوى الرئيس المخلوع بالأمريكان على شعبه؟.. من يستطيع أن يقف أمام شعب ولو فى الأدغال؟.. فما بالكم بمن يتحدث عن شعب مصر؟.. عادت مصر من جديد تملأ الدنيا غناء!
لا تلتفتوا إلى أى مهاترات خائبة.. ابنوا وطنكم كما تحلمون به.. لا يعطلنكم نباح هنا، أو نباح هناك.. ساهموا فى مبادرة بناء مصر.. كل التحية للمهندس محمد الأمين صاحب المبادرة.. أدعو رجال الأعمال لدعمها.. استكملوا ثورتكم.. ثقوا فى جيشكم وشرطتكم وثورتكم العظيمة.. إنها مبادرة تعكس عودة الروح!