نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرا من القاهرة لأحد مراسليها, روى فيه تفاصيل حوارات يتداولها المصريون على المقاهي ورأيهم في المعزول محمد مرسي وما يجري في مصر حاليا.
وقال التقرير أنه "صدح يوم الجمعة صوت الآذان وترددت أصوات صلاة الجمعة في أزقة القاهرة القديمة تلك الأزقة الضيقة والمغبرة والتي أنهكها الحر ودرجات الحرارة المرتفعة، تقريبا في كل زاوية وزقاق هناك مسجدا تاريخيا يمتلئ بالمصلين القادمين من الشوارع القريبة ومع ذلك تبقى معظم المحال التجارية الصغيرة والمقاهي المتهرئة مشرعة الأبواب".
وأضاف المراسل اللداد باك في تقريره أن "غالبية السكان هنا من الفقراء الذين سيطر عليهم الاكتئاب والإحباط حيث تدهور وضعها خلال حكم الأخوان المسلمين من إخفاق إلى آخر ومن سيء إلى أسوء".
واستطرد قائلا: "على جدران الأحياء المتهالكة يمكننا ملاحظة بقايا وأثار الدعاية الانتحابية وصور المرشح الإخواني محمد مرسي الذي حصد هنا بالضبط قبل عام تأيدا عارما حيث نظر إليه السكان كمنقذ وعلقوا عليه الآمال العريضة لكن أيادي خفية- بحسب التقرير- حاولت خلال الأسابيع الماضية نزع صور ودعاية مرسي الانتخابية في محاولة منها لإخفاء أية إشارة أو علامة أو ذكر قد يستدل منه على أن سكان هذه الأحياء يؤيدون الرئيس المخلوع وحلت مكان صور مرسي إعلانات حملت كلمة واحدة "مطلوب" نشرته حركة المقاومة الشعبية " تمرد " وحملت هذه الإعلانات صور مرسي خلف القضبان تحت عبارة "هارب من السجن ومطلوب لسلطات القضاء" واحتلت صورة السيسي جدران البيوت المتزاحمة وشرفات المنازل التي تهدد المارين تحتها بخطر انهيارها في كل لحظة .
وأضاف تقرير الصحيفة العبرية: بقيت مقاهي القاهرة القديمة مكان التجمع ونقطة الالتقاء لسكان أحياءها حيث تقرأ فيها الصحف اليومية ويتناولون المشروبات الساخنة وينفثون دخان سجائرهم او يطلقون "قرقرات " اراجيلهم فيما ي هم منشغلون بحديث السياسة، هنا يمكن سماع صوت الشعب بدل صوت ثوار الفيسبوك المتطورون والأذكياء أو أصوات المتظاهرين في الميادين الذين ينتقلون ويتنقلون من طرف إلى أخر وفقا وحسب الظروف هنا يسيطر الغضب الكبير من سياسة الرئيس الأمريكي " باراك اوباما" وذلك للموقف الذي فهمه المصريون البسطاء بأنه تأيدا أمريكيا " لنظام إرهابي" أقامه الإسلام السياسي في مصر .
وأضاف مرسل الصحيفة العبرية " هنا قررت الانضمام لحديث سياسي دائرة في مقهى يقع على إحدى الزوايا ويرفع بفخر كبير العلم المصري " أمريكا تهدد بتقليص المعونة العسكرية اذا لم يفعل جيشنا ما تريده أمريكا ، يا سيدي يقلصوها ، " قال صاحب المقهى بصوته الأجش مخاطبا زبائنه مضيفا " من الأفضل لنا أن نتحالف مع الصين وان نحضر منها كل ما نريده ونحتاجه أموال للتطوير ، سلاح، وعلى كل حال انتهت أمريكا كيف تجرؤ وتسمح لنفسها ان تقف ضد رغبة وإرادة الشعب المصري؟ الشعب المصري هو من يحدد مصيره لا واشنطن ولا اوباما الذي يريد تثبيت حكم الإخوان المسلمين في كل الشرق الأوسط انه النظام الإقليمي الجديد الذي يهتم به ".
وسأل المراسل الإسرائيلي "ما هي مصلحة أمريكا في دعم الإخوان المسلمين؟ فحاول احد رواد المقهى وهو كبير السن ان يشرح الموقف وقال: الغرب دائما يقول شيئا ويفعل شيئا أخر أمريكا وأوربا تتحدث بصوت عال جدا جدا عن الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان لكنهم في الشرق الأوسط يدعمون الأنظمة الأكثر تخلفا وظلاما التي تعارض جميع المبادئ التي ذكرناها للولايات المتحدة 3 مصالح أساسية في المنقطة ، حماية إسرائيل والدفاع عنها ، نفط الخليج العربي ، السيطرة على قناة السويس لذلك سيقومون بكل شيء للحفاظ على هذه المصالح لذلك يؤيدون الوضع القائم، لقد كان مبارك ضمانة لأمن إسرائيل ومرسي لم يقم بشيء ضدها وبدلا من ذلك سمح للفلسطينيين بالانتقال من قطاع غزة إلى سيناء والاستقرار فيها لهذا قمنا بطرده من الحكم".
وهنا تدخل في الحوار زبون أخر وقال" 63 عاما والقضية الفلسطينية أساس كل المشاكل والقضايا في الشرق الأوسط هل يبدو لك منطقيا بأنهم لم يحلوا هذه القضية طيلة هذه الفترة الطويلة ؟ الأمريكان لا يريدون حلها لأنها تخدم مصالحهم وتساعدهم على فرض سيطرتهم على المنطقة لقد دمروا الجيش العراقي ويقومون ألان بتدمير الجيش السوري ويخططون بعدها لتدمير الجيش المصري وفي المقابل يقومون بتسليح دولة أخرى في المنقطة حتى أسنانها لماذا؟ اسمع كل هذا لن يكون في مصلحة أمريكا ولا إسرائيل ".
ثم عرض احد الزبائن أمام الصحيفة اليومية التي يطالعها وقال" انظر هنا دليل يثبت بان أمريكا وإسرائيل هما من يدعما الإخوان المسلمين " مشيرا بأصبعه على خبر يقول" إسرائيل تأسف لعزل مرسي" وكتب فيه بأحرف صغيرة نقلا عن صحيفة "هأرتس " العبرية الأسباب التي تجعل مرسي جيدا لإسرائيل ونالت هذه المقالة اهتماما جميع الصحف المصرية تقريبا التي تعاملت معها كدليل على موقف إسرائيل العدائي اتجاه مصر ووجود تحالف سري بين إسرائيل والإخوان المسلمين يقضي بسيطرتهم على المنطقة كاملة .