
اسمه عبد السلام محمد النابلسي ولد بإحدي قري عكار في لبنان عام 1899 من اصول فلسطينية سورية من أسرة متوسطة الحال ومتدينة، غرست فيه الكبرياء وعزة النفس بعد أن تم العشرين عاما أرسله والده الأزهري ليتعلم اصول الدين والشريعة واساسيات اللغة العربية بالازهر الشريف حتى اجادهما، وايضا حفظ القرآن.
ولكن ميوله الفنية والادبية جعلته يعرج الي منحني آخر وهو الصحافة فعمل صحفيا بمجلة آخر ساعة والاهرام ومجلة الصباح (اللطائف المصورة ). كان ذلك عام 25، وكون علاقات وطيدة مع المخرجين وصناع السينما، وفي عام 27 اسند اليه دور صغير في فيلم (ليلي ) مع الفنان استيفان روستي من اخراج عزيز امير.
ولم يكن النابلسى مثل غيره من فنانى جيله، حيث كان لأدئه مذاق خاص، هو رائد الارتجال امام الكاميرا، رغم ان معظم ادواره في السينما ادوار مساعدة الا انها ببصماتها الكوميدية المميزة لا تزال محفورة في وجدان محبي الكوميديا الراقية.
واشتهر بانفراده بتمثيل دور صديق البطل فى أفلام عديدة مع عمالقة الفن أمثال عبد الحليم حافظ في فيلم " يوم من عمري"، وشارع الحب، وأيضا مع نعيمة عاكف في فيلم "بحر الغرام" مع ليلي مراد في فيلم "ليلي بنت الريف" مع الفنان استيفان روستي في فيلم " ليلي", ومع فاتن حمامة في فيلم "الحب الكبير".
ثم توالت عليه العروض وتهافت المخرجين والمنتجين عليه وأصبح قاسماً مشتركاً في كل الأفلام التي تركت بصمات واضحة في تاريخ السنيما العربية، وكوّن ثروة هائلة بعد ان عاني ضيق اليد والحياة الجافة بعدما منع عنه والده المصروف لاشتغاله بالفن، ووضعها في بنك "انترا" بلبنان وفي ضربة حظ اعلن البنك افلاسه معني هذا افلاس النابلسي.
وبدأت تهاجمه آلام المعدة وزادت حالته سوءا لدرجه أنه كان يترك "صنبور" المياه ينساب من حجرته ليخفي بها اصوات آلامه وأوجاعه حتي لا يشعر بها المنتجون ويستبعدوه من أفلامهم بعد ان كان بمثابة الماء والهواء لمخرجي عصره.
وساءت حالته النفسية لأنه كان لا يحب ان يري نفسه مهزوما ذليلا يتسول العمل ويعيش عالة علي اصدقائه، وهاجمه المرض والوهن وامتنع عن الطعام والشراب الي ان فاجأته إحدى النوبات بشدة ولفظ انفاسه الاخيرة قبل وصوله للمستشفي.
يذكر أن النابلسى في المستشفي لم يتوافر له مصاريف جنازته وتكفل بها صديق عمره الفنان الراحل فريد الأطرش.