لم يفقد مرسى شرعيته فقط.
وإنما فقد عقله.
ولم يعد يرى شيئًا.
فقَدَ السيطرة تمامًا وبدا فى خطابه التحريضى على قتل المتظاهرين السلميين أنه يتحدث بلسان جماعته الإرهابية وتنظيمها وقياداتها التى تعودت على العمل السرى والعمليات الإرهابية وإن حاولت أحيانًا أن تبدو شخصيات ناعمة ومتعاونة ولكن ظهرت على حقيقتها وإجرامها، وأنهم ليس لهم علاقة بالإسلام وإنما يسعون إلى الدنيا ومناصبها والأموال وليس لديهم مانع فى الكذب والتضليل والاستغلال والتجارة فى أى شىء بما فى ذلك التجارة بالدين.
شخصيات تافهة وجاهلة سطوا على ثورة الشعب واحتلوا البلاد واحتقروا الشعب وتاجروا بهو تخيلوا أنهم خلفاء الله فى أرضه.
ومرسى ليس وحده الذى فقد عقله ولكن هناك مرشده وقائده محمد بديع مرشد جماعة الإخوان.
وكذلك خيرت الشاطر الذى بدا للناس أنه قائد مافيا وليس له علاقة بالإسلام.
وخذ عندك أعضاء الجماعة من أمثال محمود عزت، وجمعة أمين، ومهدى عاكف صاحب «طظ»، وسعد الكتاتنى، وأحمد فهمى صهر محمد مرسى القادم من عالم التجارة بالأدوية ليتاجر بالدين والسياسة، وعصام العريان الذى انفضح وانكشف أمام الجميع، ومحمد البلتاجى المدّعى والطموح للدخول فى عالم الإرهاب.
وحدِّث ولا حرج عن شخصياتهم التنفيذية التى جاؤوا بها كهشام قنديل ووزرائه وهم شخصيات تافهة وجاهلةوقُدر لهم أن يتحكموا فى مصير مصر والمصريين ولكنهم انكشفوا وانفضحوا جميعا.
والغريب أن محمد مرسى ما زال يتكلم عن الفساد وهو نموذج للفساد على مدار عام كامل.. فساد سياسى وفساد مالى.
فقد أهدر فرصا عظيمة على البلاد لكنه كان يسير على مطالب جماعته ويدوس مطالب الشعب واعتدى على كل مؤسسات الدولة وعمل على هدمها لتمكين الأهل والعشيرة والسيطرة على مقدارات البلاد.
وأتى بأهله وعشيرته فى الوظائف التنفيذية وهم مجموعة من الجهلة الذين أغرقوا البلاد فى الأزمات.. أليس ذلك فسادًا بيِّنًا؟
لقد فقد مرسى عقله.
وفقدت الجماعة رشدها.
وذهب مرسى وذهبت معه جماعته إلى غير رجعة بعد أن أسقطهم الشعب.
لقد جعلت سياساتهم الفاسدة الشعب يتجمع مرة أخرى بقواه السياسية المختلفة على التخلص منهم.
فلم يعد مرسى رئيسًا.
ولم تعد للجماعة السلطة.
لتعد مصر وشعبها إلى ثورتها الأولى فى 25 يناير بعد أن سطا عليها الإخوان وانحرفوا.
ولتعد الشرعية إلى الشعب.
ولنبدأ من المربع صفر.
ولنبدأ بدستور جديد يليق بشعب مصر العظيم وتاريخه.
وليؤكد الشعب أنه لم يستسلم ولن يستسلم لأى ديكتاتورية كانت.
فالحكم للشعب.
والشعب مصدر السلطات.
وليعلم الجميع أن الشعب لن يترك حقه بعد ذلك.
الشعب يريد الديمقراطية.
الشعب يريد الحرية والكرامة والعدالة.
وانتزع الشعب ذلك كله من حكام ديكتاتوريين مستبدين مراوغين.
فالشعب هو المعلم.
فليتعلم من يتولى أى منصب أن هناك شعبا عظيما على هذه الأرض يستحقون أكثر مما عليه الآن.