منتهى البجاحة أن يتحدث أحد عن أى شرعية غير هذه الشرعية الوحيدة التى جسّدها خروج الملايين فى أكبر مظاهرة فى تاريخ البشرية، لكى يستعيدوا الثورة وينقذوا الوطن!
ومنتهى الإجرام أن يسعى أحد لتعطيل إرادة الشعب باللجوء إلى العنف، والاستعانة بعواجيز الإرهاب الذين يعرفون جيدا أن الشىء الوحيد الذى ينبغى أن يفعلوه هو أن يقضوا بقية عمرهم فى طلب المغفرة عن ذنوب اقترفوها، وجرائم ما زالت أياديهم ملطخة بدماء ضحايا الأبرياء من أبناء مصر فيها!
ومنتهى الخيانة أن يكون رد مرسى وجماعته على إرادة الشعب التى أسقطت النظام بالفعل، هو أن مرسى باقٍ ما دام يتمتع بدعم أمريكا! كما نقلت عنهم صحيفة «الجارديان» البريطانية، وهى تكشف عن مأساة من قالوا إنهم جاؤوا إلى الحكم باسم الثورة، فإذا بهم يجسدون معنى العمالة الصريحة، ويتباهون بالتبعية لمن كانوا يصفونه بـ«الشيطان الأكبر»!
كم كان هذا الشعب العظيم كريما وهو يمنحهم فرصة الخروج السلمى من الحكم، وكم سيكونون أغبياء لو تمسكوا بالعناد وعادوا ليستأنفوا تاريخا طويلا من الإرهاب والعداء للشعب وحركته الوطنية على مدى أكثر من ثمانين عاما!
على مدى تاريخهم كان «الإخوان» يقفون فى المكان الخطأ، وقفوا قبل ثورة يوليو ضد «الوفد» ممثل الوطنية المصرية وقتئذ، تحالفوا مع ملك فاسد وساندوا أعداء الشعب مثل إسماعيل صدقى، مارسوا الإرهاب واغتالوا رئىس الوزراء النقراشى والقاضى الخازندار، بعد يوليو قاتلوا الثورة وحاولوا اغتيال عبد الناصر وتحولوا إلى تكفير المصريين جميعا.
بعد ثورة يناير التى كانوا آخر من التحق بها وأول من غادرها، مارسوا سياسة إقصاء كل القوى الوطنية و«أخونة» الدولة، وقادوا مصر إلى الإفلاس، وتصرفوا كورثة لحكم مبارك وليسوا كممثلين للثورة، فكانت النهاية أن وقفوا وحدهم فى مواجهة شعب هب لاستعادة ثورته، وجيش وطنى كان على الدوام منحازا للشعب ومجسِّدا لحقيقة أنه جزء عزيز من الوطنية المصرية، وأيضا فى مواجهة شرطة استوعبت الدرس وأقسمت أن تعود لتكون فى خدمة هذا الشعب العظيم.
قلنا لهم: اشكروا الله، واشكروا سماحة هذا الشعب العظيم الذى يعطيكم الفرصة للخروج السلمى، وللبقاء جزءا من النسيج الوطنى، بعد أن تصححوا أخطاءكم، وقلنا لهم لا تخطئوا الحساب كما فعلتم مرات من قبل ودفعتم الثمن.. لكن يبدو أن من اختطفوا قيادة الجماعة وسرقوا ثورة الوطن ما زالوا مصرِّين على السير فى طريق الجنون!!
بعد البيان المنسوب إلى الرئىس السابق مرسى، وبعد الدعوات المهووسة لإثارة الفتنة والاقتتال بين أبناء الوطن، لم يعد هناك مجال للتأخير ساعة واحدة فى حسم الأمر، بيان مرسى أنهى المهلة التى منحتها القوات المسلحة له للانصياع لإرادة الشعب، من يراهن على دعم أمريكا خائن، ومن يستعين بسلاح الإرهاب فى مواجهة الشعب لا بد من قطع الطريق عليه قبل أن يرتكب جريمته، ومن يتصور أن خداعه للناس ومتاجرته بالدين سوف تنقذه، سوف يكتشف أن الذين خدعهم سيكونون فى مقدمة الصفوف لمواجهته، وأن كل المسلمين سوف يتبرؤون من جرائمه، وأن شباب الإخوان أنفسهم الذين شاركوا بالثورة رغم أنف قياداتهم، سوف يعودون لصفوف الثورة، وسوف يرفضون هذه القيادة التى تدمر الجماعة، وترعى الإرهاب، وتتوهم أن دعم أمريكا سوف ينقذها من مصير قرره الشعب، وهو يستخرج شهادة الوفاة لنظام انتهى أمره.
ادفنوا الجثة يرحمكم الله!