لم يتعلم مرسى الدرس.
ولم تتعلم جماعة الإخوان الدرس..
وسار مرسى وراء غباوة جماعته فى العناد والإصرار والتمسك بكرسى السلطة.
كأنه لم يدرِ أن الشعب يصر على حريته وديمقراطيته حتى لو كان قد منحه الثقة فى انتخابات الصناديق، لكنه لم يكن عند حسن ظن مَن منحوه الثقة فقرروا سحبها.
إن سياساته وأداءه الفاشل كان وراء سحب الثقة.
وحرصه على أهله وعشيرته فقط كان وراء سحب الثقة.
الشعب قرر أن يكون صاحب القرار.
فالقرار لن يكون بيد المرشد أو نائبه خيرت الشاطر أو مرشد «طظ» فى مصر مهدى عاكف، أو المنافقين من مشايخ السلطان ووعاظه من أمثال صفوت حجازى وغيره الذين تعودوا على خدمة النظام وأجهزته الأمنية.
فالشعب قرر سحب الثقة من محمد مرسى وجماعته الذى كان مندوبا لها فى قصر الرئاسة.
الشعب مصدر السلطات وهو صاحب القرار.
ألم يقل ذلك محمد مرسى نفسه فى أول خطاب له فى ميدان التحرير؟!
فلماذا لا يستجيب الآن لذلك؟!
لأنه رجل كذاب.
ويسير بأوامر جماعة كاذبة ومضللة.
جماعة تحتقر المصريين جميعًا.
لا ترى إلا العشيرة وأهل السمع والطاعة.
إن تضليلهم يتأذى بسببه شبابهم الآن فى كل مكان فى مصر، وتخيلوا أن تلك القيادات التى استحلّت كل شىء من أجل مصالحها الشخصية أهل ثقة ويطيعون أوامرهم ودعوتهم للخروج لإثارة الفتنة والاقتتال تحت زعم حماية الشرعية.. تلك الشرعية التى سقطت ويعلم الجميع ذلك بمن فيهم هؤلاء الشباب لكنهم يخضعون لتجار الدين وخداعهم.
إن قيادات الإخوان وأصحاب الصوت العالى من الكذابين والمضللين يبحثون الآن عن الخروج الآمن ويتركون شبابهم فى الشارع ويستعْدُونهم.
يعلمون جيدًا أن الشعب يلفظهم لكن يعاندون ويصرون ويستدعون إرهابهم القديم وعنفهم والإرهابيين القدامى الذين كانوا يعملون تحت إمرة أمن الدولة لترويع وتخويف المصريين.. لكن الشعب لهم بالمرصاد.
إنهم أسوأ من الحزب الوطنى ورجاله وفساده.
إنهم يرعون موقعة جمل جديدة فى كل محافظات مصر بنفيرهم وبلطجيتهم.
لقد انكشف الإخوان وقياداتهم ومشايخهم.
ولقد انكشف محمد مرسى الذى يجرى التلاعب به، حتى إنه ليس له قرار فى الخروج الآمن وإنما يتحكم فيه قياداته.
لقد انكشف أتباعهم ممن يدعون الوسط من أمثال أبو العلا ماضى وعصام سلطان والطفل المعجزة محسوب!
لقد انكشف شيوخهم من وعاظ السلطان المنافقين الانتهازيين.
لم يحترم الإخوان أنفسهم..
لم يحترم محمد مرسى نفسه.. فهل يحترم الشعب؟
إنه ليس عنده دم..
إنه جلده تخين..
لقد سقط الإخوان..
وسقط محمد مرسى..
ولا يريد أن يرحل كرئيس سابق.. وإنما يصر على أن يكون مخلوعًا.