فيسك: مطالب ثورة 2011 لم تتحقق ولكن الجيش لا يحمل الحلول ويجب عدم تكرر تجربة الجزائر
فيسك: الحكومة المصرية يددت وقتها فى فرض دستور على نهج الإخوان. وتركت الوزارات تنظم ثوراتها الصغيرة
ترجمة- صبا عبد العزيز:
هل يستطيع الإسلاميون أن يديروا بلدا ؟ مصر كانت أول إختبار حقيقى – وأمس كشف الجيش المصرى زيف إدعاءاتهم .أن يخبر رئيسا تم إنتخابه بطريقة ديموقراطية لاسيما عضو بالإخوان المسلمين – أن لديه 48 ساعة لكى يحسن التصرف ويتعامل مع مع معارضيه فذلك يعنى أن محمد مرسى لم يعد الرجل الذى كان عليه من قبل . الإسلاميون , كما يقول الجيش , فشلوا . يجب أن يجد حلولا لخلافاته مع المعارضة , وإلا سيكون قادة الجيش مجبرين على "طرح خريطة طريق للمستقبل " – وهو تحول مؤسف فى الخطاب عندما تتذكر "خارطة طريق " أخرى كبيرة رسمها تونى بلير لمستقبل الشرق الأوسط .
وقال في مقاله بصحيفة اندبندنت أن الحشود فى التحرير أعلنت موافقتها . بالطبع وافقوا .الجيش وصف مظاهراتهم بال "مجيدة " .ولكن سيجديهم نفعا أن يتفكروا فيما يعنيه ذلك .الجزائريون العلمانيون ساندوا جيشهم عام 1992 عندما ألغى نتائج الجولة الثانية من الإنتخابات التى فاز بها جبهة الإنقاذ الإسلامى . "الأمن الوطنى " للدولة كان فى خطر قال جنرالات الجزائر – نفس كلمات زعماء جيش مصر يوم الإثنين . وتبعها هناك بالجزائر حرب أهلية قتلت 250 ألف شخص .
وتساءل: ماذا ستكون بالضبط " خريطة طريق" الجيش المصرى , لو فشل مرسى فى " محاولته الأخيرة " لحل مشاكله مع المعارضة ؟هل ستكون الدعوة لإجراء إنتخابات رئاسية أخرى ؟ من غير المرجح . لا جنرال سيقوم بعزل رئيس لكى يواجه أخر.
وأضاف فيسك أن الحكم العسكرى سيبدو مشابها لحكم المجلس السخيف الذى تولى زمام الأمور بعد سقوط مبارك . " المجلس الأعلى للقوات المسلحة ", كما يسمى نفسه – لاحظ كلمة "الأعلى " وقد أرتكب خطئا فادحا بدعاوى لا معنى لها من أجل النظام العام ومزاعم سخيفة عن التحدث بإسم الشعب حتى أسقطه مرسى وحجمه وأحال للتقاعد إثنين من أعلى قياداته العام الماضى . هذه كانت الأيام.
وأشار فيسك إلى أن آخر مرة أخذ فيها الجيش المصرى زمام الأمور من رجل أهان شعبه وبلده – الملك فاروق- جاء العقيد الشاب ناصر للسلطة وكلنا نعلم ماذا حدث حينئذ .ولكن أيجب أن يكون هذا حقا معركة بين الإسلاميين والعسكر حتى لو ألقت الولايات المتحدة فى نهاية المطاف بثقلها – كن واثقا من هذا – خلف " حراس " الأمة المرتدين للزى العسكرى ؟ الجدال القديم من أجل إنتخابات حرة كان بسيطا . لو سمح للإسلاميين بالفوز فى الإنتخابات, دعونا نرى إذا كانوا يستطيعون ان يحكمون بلدا. كان هذا دائما شعار هؤلاء الذين عارضوا الديكتاتوريات المدعومة من الغرب والمجوعات العسكرية فى العالم العربى .
لم يكن الخلاف مسجد ضد دولة بقدر ما هو التيار الإسلامي ضد الواقعية. للأسف بددت الحكومة المصرية وقتها فى فرض دستور على نهج الإخوان, وتركت الوزارات تنظم ثوراتها الصغيرة وعززت قوانين لتغلق مجموعات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى الأجنبية . أكثر من هذا نسبة مرسى التى بلغت 51% وأكسبته الإنتخابات لم تكن كافية , فى ظل الفوضى الحالية لتجعل منه رئيسا" لكل المصريين".
مطالب ثورة 2011 من أجل الخبز الحرية العدالة والكرامة لم يتم تلبيتها . هل يستطيع الجيش أن يلبى هذه الدعوات أكثر من مرسى عن طريق وصف الممظاهرات " بالمجيدة "؟ الساسة محتالون ولكن الجنرالات يمكن أن يكونوا قتلة .