شكرًا «تمرد» (وهي جزء من شعب مصر)، فكانت هي كلمة السر التي جعلت الملايين تغزو الشوارع وتملؤها إلى مدى لا حدود له تعبيرًا عن رفضهم للنظام الحالى. فاستطاعت «تمرد» أن تجمع المصريين تحت شعار واحد ومطلب واحد وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» و«انتخابات رئاسية مبكرة».
واختلفت 30 يونيو عن أي مظاهرة سابقة، فبالرغم من رفع نفس الشعارات «الشعب يريد إسقاط النظام» و«ارحل»، فإن الأعداد التي قررت النزول أمس كانت لا حصر لها. فقد فاقت أي مظاهرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير ولأول مرة يشارك ضباط الشرطة في المسيرات مطالبين أيضا بإسقاط النظام الحالي.
كما جاء خطاب القوات المسلحة مسانداً لمطالب الشعب المصري ومقدرًا لمظاهرته ومحترمًا لها من خلال إعطاء فترة زمنية محددة لتلبيتها.
ما حدث أمس من احتجاجات يؤكد أن حاجز الخوف أصبح لا مكان له عند المصريين وأن الشعب المصري متكاتف لأن سوء الأحوال الاقتصادية قد طال الجميع وأصبح الوضع متدنيًّا.
وبالرغم من محاولات إجهاض المظاهرات عن طريق نشر الفتنة بين المتظاهرين والزعم بأن جزءًا من المتظاهرين يحاولون استرجاع النظام السابق أو حكم العسكر، إلا أنها باءت بالفشل.
وللأسف لم يفهم النظام الحالي أن نزول مختلف فئات الشعب بمن فيهم «حزب الكنبة» أو «عاصرو الليمون» ما هو إلا دليل على عدم قدرة الشعب على تحمل المزيد من سوء الأداء الحكومي في معظم المجالات.
فجاء مؤتمر الرئاسة أمس محبطا وغير واضح المعالم حيث جاء بحديث عن قضايا فرعية غير معبرة عن مطالب ملايين المتظاهرين ونبض الشارع المصري.
يظن النظام الحالي أن الحوار الوطني مع مختلف الأحزاب سيخرجها من الموقف الحالي. يظن أي فصيل سياسي لديه القدرة على تحريك الشارع أو السيطرة على الشعب الثائر.
ولكن الحقيقة تكمن في أن ما شهدته مصر أمس من حشود تتظاهر تحت مطلب واحد والمناداة بإضراب عام أو عصيان مدني ما هو إلا دليل على تغيير موازين القوة في المرحلة القادمة وأن القوة للشعب. فشكرًا لشعب مصر.